تقرير : عادل الرحموني

شهدت بطولة كأس العالم للأندية – أمريكا 2025 لحظة تاريخية في مجال التحكيم ومكافحة التمييز داخل الملاعب، حيث تم تطبيق بروتوكول تحكيمي جديد لمحاربة الهتافات العنصرية لأول مرة في تاريخ البطولة، وذلك خلال مباراة ريال مدريد الإسباني وباتشوكا المكسيكي.
في لقطة لافتة أثارت تفاعلًا واسعًا، قام الحكم البرازيلي للمباراة بإشارة واضحة بيده، رافعًا ذراعه بشكل مستمر تجاه الجماهير، في حركة لم يعهدها المتابعون سابقًا. هذه الإشارة جاءت على خلفية رصد هتافات عنصرية صادرة من المدرجات، مما استدعى تفعيل البروتوكول الجديد الذي اعتمدته الفيفا ضمن خطواتها لمحاربة كافة أشكال التمييز.
الخبير التحكيمي سمير عثمان أوضح، في تصريح تلفزيوني، أن هذه الإشارة تُعد جزءًا من إجراءات جديدة أقرتها لجنة التحكيم بالفيفا، حيث يُطلب من الحكم أن يُشير بشكل علني وواضح في حالة سماع أي سلوك عنصري، لإيصال رسالة فورية إلى المنظمين والمشاهدين بأن هناك تجاوزًا قد وقع.
وأضاف عثمان:
“إذا استمرت الهتافات، يتم التواصل مع الفريق الأمني داخل الملعب، ويتم تحديد مصدرها من خلال كاميرات المراقبة، ثم اتخاذ قرار بإخراج المتورطين دون تردد”.
البروتوكول الجديد يتماشى مع التوصيات الصارمة للفيفا، ويُفعل على ثلاث مراحل متصاعدة:
التحذير الأول:
إيقاف المباراة مؤقتًا وتحذير الجماهير عبر مكبرات الصوت.
التوقيف المؤقت:
في حال استمرار الهتافات، يُنقل اللاعبون إلى غرفة الملابس مؤقتًا.
الإلغاء النهائي:
إذا لم تتوقف التصرفات، يمكن للحكم إنهاء المباراة ورفع تقرير رسمي، يُتبع بعقوبات انضباطية صارمة.
هذا التحرك الجديد يؤكد أن الفيفا تسير بخطى ثابتة نحو جعل كرة القدم أكثر شمولًا واحترامًا، حيث أصبحت الملاعب في السنوات الأخيرة، للأسف، ساحة لبعض التصرفات المسيئة التي تتنافى مع روح اللعبة. إلا أن اعتماد مثل هذه الإجراءات يبعث برسالة واضحة:
“لا مكان للعنصرية في كرة القدم”.
بطولة كأس العالم للأندية 2025 لا تقتصر فقط على التنافس بين عمالقة القارات، بل أصبحت منصة لإبراز قيم الاحترام، والتسامح، والمساواة، وهو ما جسّدته لحظة الحكم البرازيلي في مباراة ريال مدريد وباتشوكا، والتي قد تُسجل ضمن أبرز صور البطولة.