الأحد ,6 يوليوز 2025

من يقود الرجاء؟ ثلاث مرشحين… وثلاثة مسارات لمستقبل على المحك

بقلم الناقد والصحفي الرياضي : عادل الرحموني

في لحظة حاسمة من تاريخ نادي الرجاء الرياضي، يقف “النسر الأخضر” أمام مفترق طرق لا يقل تعقيدًا عن أي مباراة مصيرية خاضها على المستطيل الأخضر. ثلاث شخصيات تتنافس، ثلاث تصورات مختلفة، وملفات استراتيجية بحجم تاريخ الرجاء، بينما القرار النهائي محصور في يد أقل من 150 منخرطًا.

فهل نحن أمام لحظة انطلاقة جديدة حقيقية؟ أم أن الرجاء بصدد خوض جولة انتخابية أخرى تعيد إنتاج نفس الإشكاليات؟

قبل الدخول في تفاصيل المرشحين، من الضروري الإشارة إلى التحديات التي تنتظر الرئيس القادم:

مشروع الشركة الرياضية: خيار لا مفر منه، لكنه يثير مخاوف حقيقية حول الحفاظ على هوية النادي واستقلاليته.

استثمار بـ150 مليون درهم: وعد كبير، لكن تنفيذه رهين بثقة المستثمرين وإقناع الجماهير.

– قرارات هيكلية وإدارية: من إعادة هيكلة الموارد إلى ضبط التوازن المالي والتدبيري، كلها ملفات ملغّمة تحتاج كفاءة وجرأة.

كل ذلك يطرح سؤالاً جوهرياً: من القادر على التوفيق بين الطموح والواقعية في لحظة دقيقة من عمر النادي؟

المرشح 1: جواد الزيات – الرؤية المؤسساتية

رئيس سابق يعود برؤية استراتيجية طموحة، ترتكز على التحول الجذري نحو نادٍ مؤسساتي قوي، من خلال:

– تفعيل شركة احترافية للرجاء

– ضخ 150 مليون درهم عبر منصة استثمارية مؤسساتية

– إرساء حكامة جديدة وتكوين مستمر للموارد

لكن هل تسمح المرحلة الحالية بهذا النموذج الطموح؟ وهل يمكن ترجمة هذه الرؤية النظرية إلى واقع عملي في ظل الإكراهات المتراكمة؟

 المرشح 2: عبد الله بيروان – الواقعية الإدارية

الرجل القادم من تجربة قصيرة في تسيير النادي، يعرض مقاربة محافظة وهادئة ترتكز على:

– تسوية الديون والنزاعات القانونية

– تفعيل الشركة ضمن إطار وطني متدرج

/ الحفاظ على توازن النادي داخليًا وتثبيت الاستقرار

يُحسب له هدوؤه، وواقعيته، لكن هل تكفي هذه المقاربة لعبور العاصفة؟ وهل تمنح الرجاء ما تحتاجه فعلاً: نهضة لا مجرد صيانة؟

المرشح 3: سعيد حسبان – الخطاب السياسي والمواجهة

يعود حسبان بخطاب هجومي يغازل المشاعر الرجاوية، ويضع نصب عينيه:

– الدفاع عن “الشرعية” ومواجهة من يسميهم “الانتهازيين”

– رفض التحكم الخارجي في القرار الرجاوي

– ربط النجاح بالكارزما والخبرة لا بالمشاريع الورقية

خطابه يلقى صدى في أوساط تطالب بالهوية والحزم، لكن هل الرجاء بحاجة اليوم إلى مواجهة أم مصالحة؟ وهل تكفي الكاريزما وحدها في زمن الأرقام والمشاريع؟

فأي مسار يناسب اللحظة: المؤسساتي، الواقعي، أم السياسي؟

من يملك القدرة على إقناع الجماهير قبل المستثمرين؟

وهل تتوفر الأرضية داخل النادي لإطلاق تحول حقيقي، أم أن العراقيل الداخلية ستُجهض كل مشروع قبل أن يبدأ؟

رغم أن مستقبل الرجاء يهم الملايين من العشاق في المغرب والعالم، فإن القرار سيحسمه أقل من 150 منخرطًا.

هذا الواقع يثير جدلاً واسعاً: هل يعكس هذا الشكل من الانتخاب التمثيلية الحقيقية لجمهور الرجاء؟ وهل حان وقت مراجعة شاملة لطريقة الحُكم داخل النادي؟

الرجاء ليست مجرد فريق لكرة القدم، بل هي مؤسسة ذات رمزية وطنية، ومشروع جماهيري بطموحات دولية.

من سيتولى رئاستها لا يحتاج فقط إلى برنامج انتخابي، بل إلى شرعية جماهيرية، وشجاعة إصلاحية، وقدرة على إدارة التوازنات.

فهل يولد الرجاء الجديد من هذه الانتخابات؟

أم أننا سننتظر جولة أخرى… في انتظار الرئيس الذي يجمع الرؤية، الكفاءة، والقبول؟

شاهد هنا أيضا

من يقود الرجاء؟ ثلاث مرشحين… وثلاثة مسارات لمستقبل على المحك

في لحظة حاسمة من تاريخ نادي الرجاء الرياضي، يقف “النسر الأخضر” أمام مفترق طرق لا يقل تعقيدًا عن أي مباراة مصيرية خاضها على المستطيل الأخضر. ثلاث شخصيات تتنافس، ثلاث تصورات مختلفة، وملفات استراتيجية بحجم تاريخ الرجاء، بينما القرار النهائي محصور في يد أقل من 150 منخرطًا.