المتابعة : عادل الرحموني

في خطوة استراتيجية كبيرة ، افتتحت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في أواخر يوليوز 2025 مكتبًا جديدًا في الرباط داخل مجمع محمد السادس لكرة القدم ، هذه الخطوة تعكس طموح الفيفا في جعل المغرب مركزًا عالميًا لإدارة وتطوير كرة القدم ، خاصة مع استضافته كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
يقع المكتب الجديد في قلب المجمع الرياضي محمد السادس بالمعمورة ضواحي مدينة سلا والعاصمة الرباط ، وهو منشأة حديثة تُعد من بين الأرقى عالميًا ويأتي هذا القرار في إطار سياسة الفيفا لتوسيع حضورها الإقليمي وتعزيز التعاون مع الاتحادات الوطنية عبر العالم ، إذ انضم المكتب المغربي إلى سلسلة مكاتب دولية في باريس الفرنسية وميامي الامريكية وجاكرتا الاندونيسية.

بحسب بيان الفيفا ، فإن الهدف من هذا التواجد في إفريقيا هو تعزيز الروابط المحلية مع الاتحادات الوطنية الـ211 الأعضاء ، وتسهيل عملية تطوير كرة القدم عالميًا عبر نهج أكثر قربًا وتفاعلًا مع الاحتياجات الإقليمية.
ومن خلال هذا الاستثمار ، تضع الفيفا ثقتها في المغرب كمحور أساسي في تطوير كرة القدم الأفريقية والدولية والمكتب الجديد لن يكون مجرد مقر إداري ، بل منصة حيوية لتنسيق كبرى الفعاليات القادمة :
• كأس أمم إفريقيا 2025
• كأس العالم 2030
• كأس العالم النسائية تحت 17 عامًا لخمس نسخ متتالية…
ويُعد هذا المركز الجديد بمثابة غرفة عمليات تدير مستقبل كرة القدم في القارة ، ويعمل فيه فريق دولي يجمع خبرات من مختلف أنحاء إفريقيا ، ما يعكس رؤية الفيفا في اعتماد الخبرة المحلية لإدارة كرة القدم عالميًا.

ومن بين أبرز أهداف الفيفا من توسيع حضورها في المغرب هو النهوض بكرة القدم النسائية في إفريقيا ، حيث تم اختيار المملكة لاستضافة خمس نسخ متتالية من كأس العالم للفتيات لأقل من 17 سنة ، في خطوة تُظهر الثقة الكبيرة في قدرات المغرب التنظيمية والبنية التحتية المتطورة.
ومع اقتراب مونديال 2030 ، الذي سيُنظم بالشراكة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال ، تمثل الرباط مركز قيادة أساسي لإدارة هذا الحدث العالمي.
الفيفا ترى في المغرب قوة صاعدة في عالم كرة القدم ، خاصة بعد خمس محاولات سابقة لاستضافة المونديال لم تكلل بالنجاح ، هذه المرة ، تسير التحضيرات بسرعة واحترافية ، إذ تم بالفعل افتتاح عدد من الملاعب والمنشآت الرياضية المطابقة للمعايير الدولية.

بهذا التوجه ، تُثبت الفيفا أن المغرب سيكون مفترق طرق كرة القدم العالمية في السنوات المقبلة ومع وجود مكتب إقليمي قوي ، ومنشآت رياضية حديثة ، واستضافة أحداث كبرى مثل كان 2025 ومونديال 2030 ، بات المغرب لاعبًا محوريًا في صناعة كرة القدم العالمية.