مباشرة من القاعة المغطاة للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبدالله بالرباط بعثة موقع ماتش بريس : عادل الرحموني- مالكي عيسي- عدسة وكاميرا عبدالواحد بلقاضي- خليط مصطفى

في ليلة تاريخية احتضنتها القاعة المغطاة للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، دوّن المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل القاعة للسيدات اسمه بأحرف من ذهب، بعد تتويجه بلقب النسخة الأولى من كأس إفريقيا للأمم – المغرب 2025، إثر فوز مثير على منتخب تنزانيا بنتيجة 3-2، في مباراة نهائية حماسية حبست أنفاس الجماهير حتى الثواني الأخيرة.

شهدت القاعة أجواء استثنائية، بحضور جماهيري كبير ساند “لبؤات الأطلس” من المدرجات بشغف وحماس منقطع النظير. وأشاد القائمون على البطولة بالتنظيم المحكم، سواء على مستوى البنية التحتية أو الترتيبات الأمنية واللوجستية، مؤكدين نجاح المغرب في تقديم نسخة أولى مثالية من هذه البطولة القارية الخاصة بالسيدات.
دخلت لبؤات الأطلس المباراة بقوة هجومية، لكن منتخب تنزانيا باغت الدفاع المغربي بهدف مبكر حمل توقيع أنستازيا، وسط احتجاج مغربي على وجود لمسة يد لم تُحتسب. ولم تتوقف المفاجأة عند هذا الحد، حيث أضافت اللاعبة جميلة الهدف الثاني لتنزانيا، ما زاد من صعوبة المهمة على المغرب.

وقبل نهاية الشوط الأول، قلصت ضحى المداني الفارق بهدف مهم أعاد الأمل للجماهير المغربية، لينتهي النصف الأول بنتيجة 2-1 لصالح الضيف التنزاني.
في الشوط الثاني، ظهرت لبؤات الأطلس بروح قتالية عالية رغم إصابة ضحى المداني، فتمكنت دريسية قوريش من معادلة الكفة بهدف رائع في الدقيقة 14. واستمرت المحاولات المغربية، إلى أن جاء هدف الحسم من ياسمين دمراوي في الدقيقة الأخيرة، بعد مجهود فردي وتسديدة أرضية استقرت في الشباك، معلنة عن نهاية ملحمية للقاء.

عقب صافرة النهاية، عمت الاحتفالات أرضية القاعة، وامتزجت دموع الفرح بعناق الانتصار، حيث احتفت اللاعبات والطاقم الفني والإداري بأول تتويج قاري في تاريخ الكرة المغربية داخل القاعة للسيدات.
وقد بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى مكونات المنتخب، مشيدًا بالإنجاز المشرف والروح الوطنية العالية، ومؤكدًا دعمه لمزيد من التألق قارياً ودولياً. كما نوه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالأداء المغربي والتنظيم الراقي للبطولة.
يمثل هذا التتويج نقطة انطلاق جديدة للكرة النسوية المغربية داخل القاعة، خاصة بعد ضمان التأهل إلى نهائيات كأس العالم للفوتسال – الفلبين 2025. كما يعكس هذا النجاح ثمرة استراتيجية طويلة الأمد اعتمدتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لترسيخ مكانة المرأة في الرياضة وفتح آفاق جديدة أمام الأجيال الصاعدة.
بعد الإنجاز القاري، تتجه أنظار المنتخب الوطني نحو التحديات العالمية المقبلة، بعزيمة وإصرار على مواصلة التألق ورفع راية المغرب في المحافل الدولية، تأكيدًا على أن ما تحقق ليس نهاية الطريق، بل بداية لمسيرة واعدة.