السنغال ومدغشقر… إثارة حتى الثواني الأخيرة في كأس أفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات

المتابعة: مراسل- موقع ماتش بريس مالكي عيسي

في واحدة من أكثر مباريات اليوم الأول للبطولة الأفريقية لكرة القدم داخل القاعة للسيدات حماسة وإثارة، فرض التعادل الإيجابي (5-5) نفسه على مواجهة منتخبي السنغال ومدغشقر، ضمن البطولة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم (فوتسال) التي ستحتضنها تايلاند عام 2025.

دخل الفريقان المواجهة وهما يبحثان عن حصد ثلاث نقاط تمنحهما الأفضلية في مشوار البطولة، خاصة أن نظام التأهل لا يحتمل إهدار النقاط. ومع تشابه أسلوب اللعب المعتمد على الهجمات المرتدة والضغط العالي، كان من المتوقع أن نشهد مباراة مفتوحة وهو ما تحقق على أرضية الميدان.

جاءت انطلاقة المباراة سريعة من الجانبين، حيث بادرت السنغال بفرصة مبكرة في الدقيقة الثانية، تبعها ضغط من منتخب مدغشقر الذي أهدر فرصتين متتاليتين عبر شارلين وميندي.

منتخب السنغال استطاع فك شفرة دفاع الخصم في الدقيقة (11) بلمسة مميزة من اللاعبة أليس، لكن منتخب مدغشقر لم يتأخر في الرد، واستعاد التوازن بعد دقيقتين فقط عن طريق ميندي. وتواصل الأداء المتقارب، حيث تبادلت المنتخبات السيطرة والفرص حتى أضافت السنغال هدفًا ثانياً، أعقبه تعديل سريع من مدغشقر لينتهي الشوط الأول بتعادل مستحق (2-2).

مع بداية الشوط الثاني، بدت السنغال أكثر تنظيمًا ونجحت في التقدم مجددًا عبر المتألقة فرانسيا. وأظهرت حارسة مرمى مدغشقر براعة لافتة بتصديها لفرص خطيرة حالت دون توسيع الفارق.

ورغم هذا الضغط، تمكنت مدغشقر من تعديل النتيجة ثم قلب الطاولة مؤقتًا بتسجيل هدفين في ظرف دقيقة واحدة. إلا أن السنغال عادت بتصميم واضح، وسجلت هدف التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة (17)، لتبقى المباراة مشتعلة حتى صافرة النهاية.

ومن بين نقاط قوة السنغال امتلاكه لاعبات بقدرات فردية عالية مثل فرانسيا وأليس، قادرتين على خلق الفارق في المساحات الضيقة. استغلال الكرات الثابتة بشكل جيد، وهو ما ظهر في الهدف الرابع وركلة الجزاء الحاسمة.

اما نقاط قوة مدغشقر، فهي سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم عبر الهجمات المرتدة المنظمة. شخصية جماعية قوية وواقعية في التعامل مع فترات تقدم المنافس. مواطن ضعف الفريقين: معاناة دفاع السنغال في التمركز أثناء الهجمات المرتدة. ارتباك دفاع مدغشقر أمام الضغط العالي السنغالي، خاصة مع تحركات فرانسيا وأليس في الأطراف.

أدار طاقم التحكيم المباراة بثقة رغم بعض القرارات الجدلية في احتساب المخالفات على حدود منطقة الجزاء. واحتساب ركلة الجزاء في الدقيقة (17) جاء في توقيت حساس، لكنه كان قرارًا صحيحًا وفقًا لمعطيات اللقطة.

ورغم الحضور الجماهيري المحدود، كانت أجواء المباراة مشحونة بالحماس داخل القاعة، وسُجّلت مؤازرة واضحة من عناصر الجهازين الفنيين على مدار دقائق اللقاء.

تعد هذه المباراة من أكثر مواجهات البطولة إثارة حتى الآن، وشكلت اختبارًا حقيقيًا لقدرات الفريقين. ومن المتوقع أن يُراجع كلا المنتخبين منظومته الدفاعية قبل اللقاءات المقبلة.

الأنظار الآن تتجه إلى المباراة الثالثة المرتقبة، والتي ستجمع بين منتخب المغرب ومنتخب ناميبيا، وسط توقعات بارتفاع الحضور الجماهيري وزيادة سخونة المنافسة على بطاقات التأهل.