المتابعة : عادل الرحموني

أعلن جواد الزيات، الرئيس الأسبق لنادي الرجاء الرياضي، عن تقديم ترشيحه الرسمي لرئاسة الفريق، يوم الخميس الماضي 26 يونيو 2025 على الساعة الواحدة زوالًا، كاشفًا عن مشروع طموح يهدف إلى تحويل النادي إلى شركة رياضية محترفة بقيمة 250 مليون درهم، في إطار خطة شاملة لإرساء دعائم الاستقرار المالي والإداري، ووضع الرجاء في مصاف الأندية الكبرى قارياً.
وأكد الزيات أن نادي الرجاء الرياضي يعيش حالة من عدم الاستقرار المادي، ما ينعكس سلبًا على مستوى الحكامة والتسيير. ويكمن الحل، حسب رؤيته، في الانتقال من التسيير التقليدي عبر الجمعية إلى نموذج احترافي يعتمد على شركة رياضية. هذا التحول سيمنح النادي أربع مزايا محورية:
– استقرار مالي مستدام
– حكامة إدارية فعالة
– كفاءة تسييرية عالية عبر أطر مؤهلة
– هيكلة تقنية حديثة تضم مديرًا رياضيًا ومديرًا للتكوين
وأوضح الزيات أن النادي خضع لتقييم داخلي سنة 2023، وآخر خارجي من طرف مؤسسة بنكية، خلص إلى قيمة إجمالية تقديرية بلغت 510 مليون درهم. وبعد خصم الديون (130 مليون درهم)، قُدرت القيمة الصافية بـ380 مليون درهم. وقد تقرر إخراج الأكاديمية من رأسمال الشركة نظرًا لكونها غير مكتملة، مع الإبقاء عليها تحت ملكية الجمعية وكراؤها للشركة.
بالتالي، تم تحديد قيمة الشركة في حدود 250 مليون درهم، موزعة على الشكل التالي:
– 100 مليون درهم مساهمة من الجمعية
– 150 مليون درهم استثمار من الشركة
كما أوضح الزيات أن مبلغ الـ150 مليون درهم سيتم ضخه على مدى ثلاث سنوات، على أن يبدأ المجلس الإداري في تحمل مسؤولياته الاستثمارية انطلاقًا من السنة الرابعة. وتهدف خطة العمل إلى بلوغ التوازن المالي بين السنة الثالثة والرابعة، مع طموح للوصول إلى رقم معاملات يتراوح بين 250 و300 مليون درهم سنويًا، ومنافسة الأندية الكبرى في مصر وجنوب إفريقيا.
وحسب القانون المغربي، ستتكفل الشركة بتسيير الفريق الأول، بينما تحتفظ الجمعية بتدبير المدرسة والفئات الصغرى المشاركة في المنافسات الجهوية، إضافة إلى الجانب الاجتماعي (RSE). ويفكر الفريق في إنشاء أكاديميات جهوية تحت إشراف الجمعية.
وسيضم المجلس الإداري للشركة 10 أعضاء، من بينهم 4 ممثلين عن الجمعية و6 عن الشركة، التي ستتولى بدورها تعيين رئيس المجلس.
وأبرز الزيات أن النادي دخل في مفاوضات مع ستة مستثمرين محليين وأجانب منذ 2023، لكن أغلبهم أبدوا تحفظًا على الاستثمار في كرة القدم المغربية، واشترطوا وجود مستثمر مؤسساتي، وهو ما نجح الفريق في تحقيقه مؤخرًا.
وشدّد على أن المشروع لا يقوم على الوعود السطحية، بل على خطة عمل طويلة المدى، تتأسس على التكوين كعمود فقري لنجاح المشروع، مع تطلع إلى تصعيد ما بين لاعبين إلى ثلاثة سنويًا، وبيعهم بعد ثلاث سنوات وفق سياسة احترافية لزيادة المداخيل.
ويعتمد مشروع الزيات على ثلاثة محاور رئيسية لتحقيق المداخيل:
– تسويق المنتوج (merchandising)
– مداخيل المباريات
– بيع اللاعبين
إضافة إلى المراهنة على تحسن مداخيل النقل التلفزي في المستقبل، مع التأكيد على أن الأداء الرياضي الجيد يولّد تلقائيًا عوائد مالية قوية. وقال في هذا السياق:
“فريق قوي – ملعب ممتلئ – مستشهرون جدد – تكوين متميز – نتائج ومداخيل متزايدة.”
وفي حال فوزه برئاسة النادي يوم 7 يوليوز، أكد الزيات أن أولوياته ستنحصر في أربع ملفات:
– الجانب الرياضي: تعيين مدير رياضي وتقييم شامل للفريق.
– الجانب القانوني: إعداد الوثائق المتعلقة بتأسيس الشركة والمستثمر.
– الجانب المالي: تصنيف الديون، خصوصًا المتعلقة بالرؤساء السابقين والمنخرطين.
–الجانب التنظيمي: إعادة هيكلة شاملة بتعيين مدير عام، مدير مالي، وأطر تسييرية جديدة.
ويأمل الزيات أن تكون الشركة مفعّلة بشكل رسمي ابتداءً من غشت 2025، مما سيجعل نادي الرجاء الرياضي أول نادٍ مغربي يتحول فعليًا إلى شركة رياضية متكاملة، في تجربة قد تشكل نموذجًا يُحتذى به لباقي الأندية الوطنية.
مشروع تفعيل الشركة الرياضية يضع نادي الرجاء أمام منعطف حاسم في تاريخه، بالانتقال من منطق التسيير التقليدي إلى الاحتراف المؤسسي، في خطوة تهدف إلى تحقيق الاستدامة المالية، التميز الرياضي، والارتقاء بالنادي إلى مصاف الأندية الكبرى في القارة.