أولمبيك آسفي يضع الكأس في شباكه بعد 106 سنة من الحلم

تقرير : إيمان بنعلي

كتب أولمبيك آسفي اسمه بحروف ذهبية في سجل الكرة المغربية، محققا إنجازا طال انتظاره منذ أكثر من قرن من الزمن. بعد 106 أعوام من تأسيسه، توج الفريق العبدي بكأس العرش لأول مرة، في مباراة ماراثونية أمام نهضة بركان على أرضية ملعب فاس الكبير، حسمت بعد تعادل مثير (1-1) في الأشواط الأصلية و الإضافية، قبل أن تبتسم ركلات الحظ الترجيحية لرفاق الحارس الكبيري علوي بنتيجة 6-5.

منذ صافرة البداية، كانت النوايا واضحة: لا تراجع، لا خوف، و لا رحمة. نهضة بركان دخلت المواجهة بأسلوب هجومي صريح بقيادة الثنائي ميهري و دايو، مدعومين بتحركات لبحيري و كمارا، بينما أولمبيك آسفي اختار مقاربة أكثر اتزانا، ركز فيها على التنظيم الدفاعي و الارتداد السريع.

و رغم الهيمنة النسبية للنهضة، جاء التهديد الحقيقي من الطرف المسفيوي، حينما أطلق صلاح الدين الراحولي قذيفة لا ترد في الدقيقة 39، خيم بعدها الصمت على المدرجات البرتقالية. لكن الفريق البركاني لم يتأخر في الرد، و استعاد توازنه قبل نهاية الشوط الأول عن طريق ضربة جزاء نفذها دايو بنجاح، معيدا اللقاء لنقطة البداية.

في النصف الثاني من المعركة، بدا أن الأعصاب بدأت تلعب دورها. نهضة بركان حصلت على فرصة التقدم من نقطة الجزاء مجددا، لكن هذه المرة تصدى الكبيري علوي ببراعة لتسديدة دايو، في لحظة قد توصف بأنها “منعرج النهائي”. واصل الفريق البركاني الضغط، لكن الدفاع المسفيوي ظل صلبا، بينما اكتفى القروش ببعض المرتدات التي لم تكتمل.

مع انطلاق الحصص الإضافية، بدا أن الإرهاق أخذ مأخذه من اللاعبين. لميرات أضاع فرصة لا تعوض في الدقيقة 105، أثارت استغراب الجهاز الفني بقيادة أمين الكرمة. أما بركان فحاول أن يتنفس عبر الأجنحة، لكن الدفاع العبدي أغلق كل المنافذ. و في الدقيقة 115، كاد سانتوس أن ينهي الأمور بتسديدة قوية، غير أن الكبيري واصل تألقه و أنقذ الوضع في الوقت المناسب.

عندما بلغ التوتر ذروته، تحولت الأنفاس إلى صمت، و القلوب إلى طبول. الركلات الترجيحية كانت مسرحا للمجد، حيث أظهر لاعبو أولمبيك آسفي رباطة جأش استثنائية. و بين تصفيق الجمهور و ترقب الدقائق الأخيرة، جاءت الركلة الحاسمة التي أعلنت رسميا: القروش أبطالا للمرة الأولى.