بقلم : عادل الرحموني

في عالم كرة القدم، يندر أن يجتمع الموهبة العالية بالإنجازات الكبرى والاستمرارية في الأداء، لكن أشرف حكيمي، نجم المنتخب المغربي، يُجسد هذا النموذج النادر. فمن أكاديمية ريال مدريد إلى التتويج بدوري أبطال أوروبا مرتين، ومن التألق في مونديال قطر إلى الصعود لمنصة التتويج في أولمبياد باريس، رسم حكيمي مسيرةً استثنائية تُعيد طرح سؤال جوهري:
هل نحن بصدد الحديث عن أفضل لاعب في تاريخ المغرب؟
محطات حافلة بالألقاب والبطولات
ريال مدريد (إسبانيا)
نقطة الانطلاق نحو العالمية، حيث سطع اسمه مبكرًا وحقق ألقابًا كبرى، رغم صغر سنه:
– دوري أبطال أوروبا (2017–2018)
– كأس العالم للأندية (2017)
– الدوري الإسباني (2016–2017)
– كأس السوبر الإسباني (2017)
بوروسيا دورتموند (ألمانيا)
مرحلة التطور والسرعة، حيث تألق بشكل لافت:
– كأس السوبر الألماني (2019)
– جائزة أفضل لاعب شاب في البوندسليغا
– أسرع لاعب في تاريخ الدوري الألماني (36.52 كم/س)
إنتر ميلان (إيطاليا)
بصمة واضحة في موسم تاريخي:
– لقب الدوري الإيطالي (2020–2021)، منهياً فترة صيام دامت أكثر من عقد.
باريس سان جيرمان (فرنسا)
محطة النضج والهيمنة، حيث أصبح ركيزة أساسية في تشكيلة النجوم:
– الدوري الفرنسي (4 مرات متتالية: 2021–2025)
– كأس فرنسا (2023–2024، 2024–2025)
– كأس الأبطال الفرنسي (3 مرات)
– دوري أبطال أوروبا (2024–2025): أول مغربي يسجل في النهائي، وأول من يحقق اللقب مرتين مع ناديين مختلفين.
مجد دولي يُكتب في صفحات التاريخ
– كأس العالم 2022 – قطر: ساهم في الإنجاز التاريخي بوصول المغرب إلى نصف النهائي، كأول منتخب إفريقي يحقق ذلك.
– أولمبياد باريس 2024: قاد المنتخب الأولمبي المغربي للتأهل إلى نصف النهائي وحصد الميدالية البرونزية، في إنجاز غير مسبوق على الصعيد الأولمبي.
تميز فردي يعكس العالمية
– جائزة مارك-فيفيان فوي 2025: أفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسي.
– اختير ضمن التشكيلة المثالية للدوري الفرنسي لثلاثة مواسم متتالية (2023، 2024، 2025).
– أفضل ظهير أيمن في العالم 2022 حسب تصويت FIFA/Goal. صاحب رقم قياسي في السرعة في البوندسليغا. أول مغربي يُسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا.
حكيمي… بين المجد الفردي والإرث الجماعي
إنجازات حكيمي تتجاوز النطاق الفردي، إذ أنه:
– تُوج بالألقاب في أربعة دوريات كبرى: إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا.
– رفع علم المغرب عاليًا في بطولات عالمية كبرى.
– ظل في قمة الأداء لسنوات، مع ثبات ذهني وتطور تكتيكي ملحوظ.
قد يتفوق عليه بعض رموز الكرة المغربية السابقة من حيث الأثر العاطفي أو المهارات الفنية، لكن من حيث الحصيلة الشاملة، يبدو أن أشرف حكيمي قد ارتقى إلى مستوى جديد من الأسطورة، لا ينافسه عليه أحد حتى الآن.
أشرف حكيمي ليس مجرد لاعب مميز، بل هو سفير للكرة المغربية على أعلى المستويات العالمية، ومرشح واقعي لأن يُصنّف كأعظم من أنجبتهم الكرة المغربية، وربما أحد أبرز اللاعبين في تاريخ القارة الإفريقية.
وبينما لا تزال أمامه سنوات للعطاء، فإن ما حققه حتى الآن كفيل بوضعه في مصاف الكبار… ليس فقط كمحترف عالمي، بل كنموذج يُحتذى به في الاحتراف، الطموح، والوفاء لقميص الوطن.