عمود القلم المسموم – بقلم : عادل الرحموني

شهد نادي الرجاء الرياضي، أحد أكبر الأندية المغربية وأكثرها جماهيرية، تطورات جديدة في الجانب الإعلامي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية. الحديث عن احتمال استغناء النادي عن منسقه الإعلامي، عز الدين العلمي، الذي قدم خدمات جليلة للنادي في أصعب أوقاته، أثار تساؤلات حول وفاء الفريق لأحد أبرز أركانه الإعلامية خلال الفترة الماضية.
عز الدين العلمي لم يكن مجرد منسق إعلامي، بل كان جسرًا بين النادي وجماهيره، خاصة في فترات الأزمات التي عصفت بالفريق على المستويين الإداري والرياضي. لعب العلمي دورًا محوريًا في تعزيز الصورة الإعلامية للنادي، سواء من خلال إصدار البيانات الرسمية أو إدارة التغطيات الإعلامية وتنظيم المؤتمرات الصحفية، فضلاً عن الحفاظ على علاقة قوية وشفافة بين النادي ووسائل الإعلام المختلفة.
في ظل الأزمات التي مرت بها إدارة الرجاء، تمكن العلمي من السيطرة على الجبهة الإعلامية وحماية سمعة النادي من الشائعات والتأويلات السلبية. ورغم كل هذه الجهود، تشير التقارير إلى احتمال استبداله بشخصية إعلامية أخرى، ما يثير تساؤلات حول اعتراف الرجاء بجميل من خدمه بإخلاص.

الأخبار المتداولة تشير إلى أن عز الدين العلمي قد يُعوض بالصحفي المخضرم رشيد جامي، الذي يعد من أبرز الوجوه الإعلامية في المغرب. جامي شغل منصب رئيس القسم الرياضي بالإذاعة الوطنية (SNRT) لسنوات طويلة، كما يعتبر أحد الأصوات الإذاعية المميزة بخبرة تمتد لعشرات السنين.
مغادرة رشيد جامي لمنصبه يوم أمس للإلتحاق بالرجاء الرياضي خطوة تعكس طموح النادي في استقطاب كفاءات إعلامية جديدة. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة أثارت قلقاً في صفوف الجماهير، خاصة أن عز الدين العلمي لم يكن مجرد موظف، بل كان شخصية مؤثرة في إدارة الأزمات الإعلامية للنادي.
هل سيؤدي استغناء الرجاء عن العلمي إلى خسارة خبرته ودوره المميز الذي لعبه خلال فترات حرجة؟ وهل سينجح رشيد جامي في سد الفراغ الذي قد يتركه العلمي؟
الجماهير، التي دائماً ما كانت تشيد بمجهودات العلمي، تتساءل عن أسباب هذا التغيير، خاصة أن العلمية قدم الكثير للنادي في لحظات كان فيها بحاجة إلى إدارة إعلامية قوية. فهل يتعلق الأمر برؤية جديدة للنادي، أم أن هناك اعتبارات أخرى تقف خلف هذا القرار؟
قد يكون التغيير في المناصب الإعلامية داخل الأندية أمراً عادياً، لكن في حالة الرجاء الرياضي، يجب أن يتم التغيير بحذر وبما يضمن استمرار تماسك النادي إعلامياً. عز الدين العلمي قدم خدمات كبيرة للنادي، ورشيد جامي يتمتع بخبرة كبيرة في المجال. لكن التحدي الحقيقي هو الحفاظ على التوازن بين الخبرات القديمة والرؤية الجديدة لضمان استمرارية النجاح الإعلامي للنادي.