الأربعاء ,2 يوليوز 2025

تقنية الفار: بين الإنصاف المُنتظر والجدل المُستمر

المتابعة : نورالدين شلو مراسل ماتش بريس بمكناس

شهدت الجولة المؤجلة من الجولة 17 من الدوري المغربي الاحترافي الأول لكرة القدم مواجهة مثيرة بين النادي المكناسي والجيش الملكي على أرضية الملعب الشرفي بمكناس. هذه المباراة، التي كان ينتظرها عشاق كرة القدم بشغف، تحولت إلى جدل واسع بسبب تدخل تقنية الفيديو المساعد “الفار” الذي تسبب في حرمان النادي المكناسي من تحقيق انتصار مستحق بعد إلغاء هدف اللاعب المهراوي في اللحظات الأخيرة من اللقاء.

الحكم باسلام عبد المنعم، بمساعدة المستغفر عبد الحق، رأى أن هناك خطأً على لاعب الجيش الملكي بعيدًا عن الكرة، ما أدى إلى إلغاء الهدف. لكن المفاجأة جاءت من مديرية التحكيم، التي أقرت على لسان مديرها رضوان جيد أن الهدف كان صحيحًا ولا تشوبه أي شائبة. وهنا يثور السؤال: ما قيمة هذا الاعتراف بعد أن فقد النادي المكناسي نقطتين ثمينتين؟

لا شك أن الاعتراف بخطأ التحكيم يثبت صدق القضية التي أثارت استياء الجماهير المكناسية، لكن يبقى هذا الاعتراف شكليًا بلا أثر حقيقي على جدول الترتيب أو على معنويات اللاعبين والجماهير. فالضرر قد وقع بالفعل، والجمهور المكناسي الذي عاش لحظات فرح قصيرة بعد الهدف، وجد نفسه يبيت الليل يعيد شريط الإحباط والخيبة.

في مثل هذه الحالات، قد يتم توقيف الطاقم التحكيمي كإجراء تأديبي، ولكن ما جدوى ذلك للنادي المكناسي أو لجماهيره؟ هل سيُعيد ذلك النقاط المسلوبة أو يُداوي الجرح المفتوح؟ وهل كان الطاقم التحكيمي ليصدر نفس القرار لو كان الوضع معكوسًا؟

تقنية الفار جاءت لتطوير كرة القدم وضمان العدالة في القرارات التحكيمية، لكن استخدامها الخاطئ أو غير الدقيق يحوّلها إلى وسيلة تُثير الجدل بدلًا من حلّه. وفي هذه الواقعة، بدت التقنية وكأنها أداة لحماية الفرق الكبرى على حساب الفرق الأقل شهرة، وهو ما يعيد إلى الأذهان تساؤلات حول النية الحقيقية وراء هذه القرارات.

الكرة المغربية ليست بحاجة إلى تقنية الفار فقط، بل إلى تكوين حكام قادرين على استخدامها بالشكل الصحيح، بعيدًا عن الأخطاء التي تؤدي إلى تعقيد المباريات بدلًا من حلّها. الفرق الكبرى ليست بحاجة إلى دعم إضافي من التحكيم، فالملعب هو الحكم الفيصل. وإذا كان العذر مرتبطًا بسوء التكوين، فهذا عذر أقبح من الخطأ نفسه.

يبقى الحلم المكناسي معلقًا بإصلاح جذري لمنظومة التحكيم، حتى لا يتحول الفار من أداة إصلاح إلى وسيلة للإفساد، ومن تقنية لحل النزاعات إلى أداة لتعقيدها.

شاهد هنا أيضا

الحسنية تعزز صفوفها الإدارية بتعيين لورون ديشو مديراً رياضياً جديداً.

أعلنت إدارة نادي الحسنية الاتحاد الرياضي لأكادير عن تعاقدها رسمياً مع لورون ديشو لتولي مهام المدير الرياضي، في خطوة مهمة ضمن استراتيجية النادي لتطوير بنيته الرياضية والإدارية.