المتابعة : عادل الرحموني

في قرار أثار استغراب الوسط الرياضي العربي والإفريقي، أعلنت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العرب 2025، المقامة في قطر، أن موعد افتتاحها سيكون 1 دجنبر 2025 وتستمر حتى 18 من نفس الشهر. هذا التوقيت يتزامن تقريباً مع انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025، المزمع إقامتها في المغرب ابتداءً من 21 دجنبر 2025 إلى غاية 13 يناير 2026.
يطرح هذا التداخل في المواعيد تساؤلات جدية حول قدرة المنتخبات العربية الإفريقية على التوفيق بين المشاركة في البطولتين. فمن الواضح أن منتخبات مثل المغرب، الجزائر، تونس، مصر، والسودان، التي من المتوقع أن تكون ضمن المشاركين في كأس إفريقيا، ستواجه صعوبات كبيرة في خوض غمار منافستين دوليتين متتاليتين، خاصة مع الجهد البدني والذهني المطلوب لمثل هذه البطولات الكبرى.
في ظل هذا التضارب، يبدو أن المنتخبات الإفريقية العربية أمام خيارات محدودة:
1. الانسحاب من كأس العرب: قد تضطر المنتخبات القوية التي تنافس بقوة في كأس إفريقيا إلى التضحية بالمشاركة في كأس العرب من أجل التركيز على “الكان”، خاصة أن البطولة الإفريقية تُعتبر أكثر أهمية من حيث القيمة الفنية والرياضية.
2. إرسال منتخبات محلية أو منتخبات “الرديف”: قد تعتمد دول مثل المغرب والجزائر وتونس على المنتخبات المحلية أو الرديفة للمشاركة في كأس العرب، ما يعني أن البطولة قد تفتقد للتنافسية العالية التي كانت تُميز نسخها السابقة.
3. تمثيل القارة بمنتخبات غير متأهلة للكان: مثل ليبيا وموريتانيا، اللتين قد تجدان في كأس العرب فرصة ذهبية لإثبات جدارتهما والظهور على الساحة الدولية، خاصة في ظل غياب منافسات قارية لهما في تلك الفترة.

هذا التضارب يثير العديد من التساؤلات حول التنسيق بين الاتحادات العربية والإفريقية لكرة القدم. فرغم الجهود المبذولة لتعزيز التلاحم الرياضي بين الدول العربية، فإن مثل هذه القرارات قد تضعف قيمة كأس العرب إذا ما غابت المنتخبات القوية عن المشاركة، مما قد يُفقدها الزخم الجماهيري والتنافسية المنتظرة.
كما أن الضغط الناتج عن خوض منافستين متتاليتين قد ينعكس سلباً على اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية، الذين يعانون أصلاً من ازدحام في الأجندة الكروية.
لتجنب مثل هذه الإشكاليات، يجب على الجهات المنظمة للبطولات الإقليمية والقارية العمل على تنسيق أفضل للمواعيد. هذا التنسيق لا يقتصر فقط على حماية مصالح اللاعبين والأندية، بل يهدف أيضاً إلى ضمان قيمة فنية وجماهيرية للبطولات.
قرار إقامة كأس العرب قبل انطلاق كأس إفريقيا 2025 يُعد تحدياً كبيراً للمنتخبات العربية الإفريقية. وبين احتمالية الغياب أو المشاركة بالفرق الرديفة، ستبقى البطولة على المحك، ما لم يتم إيجاد حلول توافقية تُرضي جميع الأطراف. الأيام القادمة ستكشف عن القرارات التي ستتخذها المنتخبات، والتي قد تكون حاسمة في تحديد ملامح البطولة ومستواها التنافسي.