الثلاثاء ,1 يوليوز 2025

الصراعات الشعبوية لرؤساء الأندية المغربية : معضلة تعيق تطور الكرة الوطنية…!؟

المتابعة : عادل الرحموني

يعيش الدوري المغربي الاحترافي على وقع صراعات جانبية ، لم تعد تخفى على المتابعين والمحللين ، يقودها بعض رؤساء الأندية الذين فضلوا الانخراط في معارك كلامية وأسلوب شعبوي بدلاً من التركيز على تطوير أنديتهم ومعالجة مشاكلها الجوهرية هذه السلوكيات لا تؤثر فقط على أجواء التنافس داخل الملاعب ، بل تمتد لخلق توترات وحزازات بين جماهير الأندية ، ما يعكر صفو الرياضة ويبعدها عن أهدافها النبيلة.

أولوية مغلوطة وشعبوية مفرطة

بدلاً من تخصيص جهودهم لتطوير البنية التحتية لأنديتهم ، تحسين الأداء التقني ، والاستثمار في الفئات العمرية ، يختار بعض رؤساء الأندية اللجوء إلى الخطاب الشعبوي عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي…!؟ وتُستخدم هذه الوسائل كمنصات لتصفية الحسابات الشخصية مع رؤساء أندية أخرى أو للتحريض على الحكام والجهات المنظمة ، مما يؤدي إلى خلق أجواء متوترة داخل الوسط الكروي.

انعكاسات سلبية على الجماهير

هذه الصراعات لا تقف عند حدود الرؤساء أنفسهم ، بل تنتقل بسهولة إلى المدرجات ، حيث تجد الجماهير نفسها طرفًا في هذه النزاعات ، دون أن تعي أن هذه الخلافات لا تصب في مصلحتها أو مصلحة أنديتها ، فالحزازات بين الجماهير تتصاعد بسبب تصريحات لا مسؤولة واتهامات متبادلة بين مسؤولي الأندية ، ما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الشغب والعنف في الملاعب.

غياب استراتيجية التطوير

المثير للقلق أن الأندية التي تعاني من هذه الصراعات غالبًا ما تكون هي ذاتها التي تواجه مشكلات حقيقية تحتاج إلى حلول جذرية ، مثل ضعف البنية التحتية ، غياب استراتيجيات تكوين اللاعبين ، وسوء التدبير المالي وبدلًا من الانكباب على هذه التحديات ، ينشغل المسؤولون بالمناكفات ، تاركين وراءهم أندية تعاني من التخبط وسوء النتائج.

دعوة إلى التغيير

على رؤساء الأندية أن يدركوا أن كرة القدم ليست ساحة لتصفية الحسابات الشخصية أو تحقيق مكاسب شعبوية ، بل هي مشروع رياضي واجتماعي يهدف إلى تعزيز الروح الرياضية ، تطوير المواهب ، وإسعاد الجماهير… فالمطلوب اليوم هو العمل الجماعي وتبني خطاب مسؤول يخدم مصلحة الكرة الوطنية ، بعيدًا عن النزاعات التي لا تخدم سوى المصالح الضيقة لأفراد على حساب مصلحة الرياضة ككل.

إن مستقبل كرة القدم المغربية مرتبط بقدرة مسؤولي الأندية على تجاوز هذه الصراعات الشعبوية ، والتركيز على بناء منظومة احترافية حقيقية تضع مصلحة الأندية والجماهير في المقام الأول فالكرة الآن في ملعب رؤساء الأندية ، فإما أن يكونوا جزءًا من الحل أو يظلوا سببًا في تأخر تطور الكرة الوطنية.

شاهد هنا أيضا

بلاغ رسمي من لجنة تصريف الأمور الجارية لنادي المولودية الوجدية لكرة القدم

تُعلن لجنة تصريف الأمور الجارية بنادي المولودية الوجدية لكرة القدم، أنه وطبقًا لمقتضيات المادة 9 من القانون الأساسي للنادي، ووفقًا لما ينص عليه النظام الداخلي، فقد تم فتح باب الانخراط للموسم الرياضي 2025-2026.