المتابعة : عادل الرحموني

شهدت كرة القدم المغربية نقلة نوعية على مستوى التكوين والعمل القاعدي في السنوات الأخيرة، بفضل الجهود التي بذلتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحت قيادة السيد فوزي لقجع ومن أبرز هذه الجهود، الاستثمار في إنشاء أكاديميات رياضية متخصصة في مختلف جهات المملكة، تهدف إلى تكوين المواهب الكروية وصقل مهاراتها وفق أحدث المعايير العالمية.
أكاديميات متطورة لتعزيز التكوين
تعد أكاديمية محمد السادس لكرة القدم نموذجًا رياديًا في هذا الإطار، حيث أسست بصفتها مركزًا لتطوير اللاعبين الشباب من مختلف المناطق وعلى غرار هذا النموذج الناجح، تعمل الجامعة على إنشاء أكاديميات جديدة مثل أكاديمية السعيدية، إلى جانب مشاريع أخرى لا تزال في طور الإنجاز هذه البنية التحتية تعكس إرادة الجامعة في توفير فضاءات حديثة ومؤهلة لتطوير المواهب الشابة وإعدادها للاحتراف.
نجاحات ملموسة على المستوى القاري
تؤكد نتائج المنتخبات الوطنية للفئات الصغرى جدوى هذا النهج القائم على التكوين العلمي والعمل القاعدي فقد نجح المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة في التتويج بلقب بطولة شمال إفريقيا، محققًا التأهل كمتصدر للبطولة إلى نهائيات كأس إفريقيا لهذه الفئة كما تأهل المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة كوصيف لبطولة شمال إفريقيا، مما يبرز التطور الكبير في مستوى التكوين القاعدي داخل الأكاديميات المغربية.
رؤية استراتيجية للتطوير
يعكس هذا النجاح رؤية استراتيجية تبنتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي تهدف إلى جعل المغرب مركزًا إقليميًا وقاريًا لتطوير كرة القدم وبتوجيهات الإدارة التقنية التابعة للجامعة، يجري العمل على تخطيط منهجي يرتكز على الكشف المبكر عن المواهب وتوفير بيئة تدريبية متكاملة تساهم في إعداد اللاعبين لتحقيق التميز على المستويين الوطني والدولي.
تعد تجربة المغرب في الاستثمار في التكوين القاعدي والأكاديميات نموذجًا يحتذى به على الصعيدين العربي والإفريقي ولا شك أن هذه المشاريع ستستمر في جني ثمارها، ليس فقط على مستوى المنتخبات الوطنية، بل أيضًا من خلال تصدير مواهب قادرة على التألق في كبرى الدوريات العالمية، مما يعزز مكانة كرة القدم المغربية عالميًا.