المتابعة: عبد الواحد بلقاضي

يُعد الإطار الوطني فيصل بوجدي واحدًا من أبرز الأسماء في عالم كرة القدم داخل القاعة بالمغرب، حيث استطاع أن يصنع لنفسه مكانة مرموقة من خلال عمله الدؤوب مع فريق صقر أكادير، النادي الذي قاده لأكثر من 14 عامًا، محققًا معه إنجازات مبهرة وضعت الفريق في مصاف النخبة على المستوى الوطني.
مسيرة مميزة مع صقر أكادير
منذ تعيينه مدربًا لفريق صقر أكادير، نجح فيصل بوجدي في قيادة النادي نحو قمة المنافسات الوطنية. في وقت كان الفريق يبحث فيه عن هوية فنية قادرة على المنافسة، استطاع بوجدي أن يُحدث نقلة نوعية في أداء الفريق، مُعتمدًا على أسلوب لعب متوازن يجمع بين الصلابة الدفاعية والفعالية الهجومية.
لم يكن بوجدي مجرد مدرب يسعى لتحقيق نتائج آنية، بل عمل على مشروع طويل الأمد لتكوين أجيال من اللاعبين الموهوبين. وبرز العديد من هؤلاء اللاعبين في الساحة الوطنية، وبعضهم تألق مع المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل القاعة، ليصبحوا أسماء لامعة في هذه الرياضة.
موسم استثنائي: الثنائية الذهبية
شهد الموسم الرياضي 2023/2024 تتويجًا لمسيرة فيصل بوجدي المميزة، حيث قاد فريق صقر أكادير لتحقيق ثنائية تاريخية بفوزه بالبطولة الوطنية وكأس العرش في كرة القدم داخل القاعة.
في منافسات البطولة، هيمن الفريق على المباريات بأداء قوي ومنظم، بينما أظهرت مسيرة الفريق في كأس العرش روحًا قتالية عالية، مع تحقيق انتصارات حاسمة في الأدوار الإقصائية، متوجًا بذلك مجهودات موسم كامل من العمل الشاق.
فلسفة تدريبية متكاملة
يتميز فيصل بوجدي بفلسفة تدريبية فريدة، فهو أحد الأطر المغربية القليلة التي تعتمد على المزج بين الطرق العلمية الحديثة والمكونات الذاتية للاعب، مما يتيح مساحة واسعة للإبداع الفردي والجماعي داخل منظومة تكتيكية محكمة.
يعتمد أسلوبه على اللعب الجماعي والضغط العالي، مع تعزيز مهارات اللاعبين الفردية. كما يولي اهتمامًا خاصًا بالجوانب النفسية، إذ يبني علاقة قوية مع لاعبيه، ما يخلق أجواء إيجابية داخل الفريق، وكانت هذه العلاقة دائمًا أحد أسرار نجاحه.
التشبيب المتجدد: أساس قوة صقر أكادير
نجح فيصل بوجدي في إعداد قاعدة قوية ومستدامة لفريق صقر أكادير، حيث اعتمد النادي على سياسة طويلة الأمد تهدف إلى بناء ترسانة متجددة من اللاعبين. تبدأ هذه الاستراتيجية من مدرسة التكوين للفريق، التي تعد النواة الأولى لصقل المواهب، مرورًا بالفئات السنية المختلفة وصولًا إلى فئة الكبار.
هذه السياسة الناجحة مكنت الفريق من الحفاظ على استمرارية التميز، ليبقى دائم الحضور ضمن فرق القمة الوطنية. التشبيب المتواصل الذي ينتهجه الفريق يضمن التجديد المستمر للدماء، مع الحفاظ على هوية النادي وشخصيته التنافسية
إرث خالد في كرة القدم داخل القاعة السوسية
بعد أكثر من 14 عامًا من العطاء مع فريق صقر أكادير، رسخ فيصل بوجدي اسمه كواحد من أبرز المدربين في كرة القدم داخل القاعة بالمغرب. إنجازاته ليست مجرد ألقاب، بل إرث رياضي ساهم في تطوير اللعبة ونشر ثقافة الانتصار داخل النادي.
بفضل عمله، بات فريق صقر أكادير أحد الأندية الرائدة، وأصبح بوجدي نموذجًا يُحتذى به للإطارات الوطنية التي تسعى لتطوير كرة القدم داخل القاعة محليًا ودوليًا. إن بصمته ستبقى حاضرة كواحدة من العلامات المضيئة في تاريخ الرياضة المغربية.