المتابعة : مراسل – موقع ماتش بريس مالكي عيسي من وجدة

عند زيارة مختلف المدن المغربية، وخصوصًا الجهة الشرقية ومدينة وجدة، يلفت انتباهك مشهد الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية، المعروف محليًا باسم “الناير”، الذي يضفي طابعًا خاصًا على الأسواق والساحات، مثل سوق باب سيدي عبد الوهاب والمناطق المجاورة له. تجد في هذه الأماكن محلات تزيّن واجهاتها بمختلف أنواع الفواكه الجافة والحلويات، مرتّبة بشكل جميل يجذب الزوار، لا سيما النساء اللواتي يحرصن على شراء هذه المنتجات لتزيين موائد الاحتفال بهذه المناسبة التقليدية.
تبدأ الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية في الرابع عشر من يناير وتستمر حتى نهاية الشهر نفسه، وتتنوع مظاهرها بين تقاليد ما زالت حية وأخرى اندثرت مع مرور الزمن. ومن بين الطقوس التي لا تزال حاضرة، شراء الفواكه الجافة مثل اللوز، التمر، التين المجفف، بالإضافة إلى الفواكه الطازجة كالبرتقال، التفاح، والموز، وكل أسرة تختار ما يتناسب مع إمكانياتها المادية.
لا شك أن “الناير” يُعتبر عيدًا للأرض والسنة الفلاحية، كونه يرمز إلى بداية دورة فلاحية جديدة، مما يعكس أهمية الزراعة كمصدر حياة وعيش للسكان، خاصة في المناطق الأمازيغية. ويُحتفل بهذه المناسبة في اليوم الرابع عشر من يناير من كل عام، والذي يصادف بداية السنة الأمازيغية الجديدة 2975، التي تعود أصولها إلى سنة 952 قبل الميلاد، مما يبرز عمق هذا التقويم في التاريخ.
على صعيد آخر، تنظم بعض الجمعيات الأمازيغية في مدن الجهة الشرقية، مثل. وجدة ،بركان الناظور، حفلات فنية وسهرات موسيقية بمناسبة رأس السنة الأمازيغية، بمشاركة فنانين وشعراء من الريف وسوس، مما يعزز الطابع الثقافي لهذه المناسبة. ومع اعتراف الدولة مؤخرًا بالسنة الأمازيغية كعيد وطني ويوم عطلة رسمية، ازدادت أهمية هذه الاحتفالات، لتصبح مناسبة تجمع بين التراث والهوية المغربية الأمازيغية الأصيلة.