الإثنين ,30 يونيو 2025
آخر الأخبار

كرة القدم المغربية بين الإنجاز والانتقاد : حين يختلط الحابل بالنابل

بقلم : عادل الرحموني

بعد نهاية حفل جوائز التميز المنظم من قبل الكاف بمدينة مراكش المغربية أمس الاثنين 16 دجنبر 2024 على الساعة التاسعة والربع مساء وعلى مدى 24 ساعة وطيلة هذا اليوم الثلاثاء 17 دجنبر 2024 ، عجت الساحة الرياضية بنقاشات حادة حول غياب النجم المغربي أشرف حكيمي عن منصة التتويج بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية…!!!؟؟؟ وكان الغضب مشروعًا ، وانتقاداتنا لقرارات الكاف ومسؤولينا المحليين قد بدت واضحة وقوية ، لكن ما لا يمكن قبوله هو أن تتحول هذه الانتقادات إلى سهام مسمومة تضرب المنجزات الوطنية وتستغل ظروف أنديتنا كمدخل لهدم ما بُني بجهد وعرق…

غضب مشروعوتحليل غير منطقي

نعم ، من حقنا أن نغضب من عدم تتويج أشرف حكيمي بجائزة “الأفضل” ، لكن ليس من حق أحد أن يربط هذا الإخفاق الفردي بالمنظومة بأكملها أو بمشاكل الأندية مثل الوداد والرجاء البيضاويين أو الجيش الملكي…!!!؟؟؟ فالرياضة الوطنية اليوم هي مشروع دولة واضح المعالم ، يقوده مسؤولون بحكمة وبتخطيط بعيد المدى.

إن ما نشهده حاليًا هو توهج رياضي للمغرب على الساحة الإفريقية والدولية… ففي نفس اليوم الذي لم يحصل فيه أشرف حكيمي على جائزته ، حقق المغرب إنجازًا استثنائيًا بفوزه بتنظيم ثلاث بطولات إفريقية (للفتيان لاقل من 17 سنة ، الرجال ، والسيدات) في آنٍ واحد ، كما تم الإعلان عن افتتاح مقر جديد للفيفا بإفريقيا داخل التراب المغربي وهو ثالث مقر في العالم.

المغرب يصنع الإنجازات

من المثير للسخرية أن يخرج البعض للتقليل من دور القيادة الرياضية المغربية ، رغم أن المغرب أصبح قوة رياضية كبرى في القارة… قد لا نحصل على “نصيبنا” من الجوائز أحيانًا ، لكن ذلك لا ينفي أن المغرب هو من يصنع الإنجازات ويساهم في تطوير كرة القدم الإفريقية وفقًا لمكانته المؤثرة في الكاف والفيفا.

إن التاريخ لا ينسى ، فقبل حقبة فوزي لقجع ، لم يكن للمغرب وجود يُذكر على منصات التتويج الإفريقية ، وكان اسمه غائبًا تمامًا عن جوائز “الكاف” ، بل حتى زيارة رئيس للفيفا للمغرب كانت أمرًا نادرًا…!!!؟؟؟ اليوم ، تغيّر الوضع تمامًا ، وأصبحت المملكة المغربية شريكًا رياضيًا وسياسيًا أساسيًا في اتخاذ القرارات وتحديد المسارات.

مسار رياضي ناجح رغم السقطات

من حقنا أن ننتقد ، لكن المطلوب هو النقد البناء القائم على التقييم والتوجيه ، وليس التحريض والتشكيك… فليس من المنطقي أن تتحول بعض الصفحات لمهاجمة الإنجازات الوطنية فقط لأن هناك مشاكل داخلية في أنديتنا ، أو لأن فردًا لم يحقق لقبًا فرديًا.

إن النجاحات التي يُشرف عليها المغرب ، تحت قيادة رجالاته ، ليست إنجازات فردية ، بل هي رؤية استراتيجية مكنت الأندية المغربية من اعتلاء القمة القارية ، وأعادت للكرة المغربية هيبتها على مستوى القارة السمراء والعالم.

المغرب نموذج يُحتذى به

ما يقوم به المغرب حاليًا هو مشروع متكامل ونموذج ناجح تُحتذى به دول القارة… فالقيادة الرياضية تسعى لتحقيق التوازن بين الإنجازات الفردية والجماعية ، وتعزيز مكانة المغرب كقوة رياضية صاعدة ومن لديه رغبة في النقد ، عليه أن يقدم بدائل واقعية توازي هذا المشروع الطموح ، لا أن يختبئ خلف أخطاء فردية.

في النهاية ، لن نسمح أن تتحول لحظات الغضب من “سقطة عابرة” إلى فرصة لهدم ما تم بناؤه… المغرب قوي بمشاريعه ورجالاته ، وطموحه لا يتوقف عند حد… سنظل ندعم هذه المسيرة إلى غاية تحقيق الحلم الأكبر بتنظيم مونديال عالمي وما بعده… سيكون الأفضل…

شاهد هنا أيضا

دور سدس عشر كأس العرش : شباب الجنوب بوجدور يواجه حسنية أكادير وسط غموض حول الملعب المستضيف…!؟ فهل يتدخل مولاي محمد ولد الرشيد لحل هذا المشكل…!؟

تتجه أنظار عشاق كرة القدم المغربية خاصة في الأقاليم الجنوبية إلى المواجهة المرتقبة في دور سدس عشر نهائي كأس العرش حيث يستعد فريق شباب الجنوب بوجدور لاستقبال فريق حسنية أكادير يوم السبت 29 مارس 2025 على الساعة العاشرة ليلاً ، في مباراة تحمل أهمية كبرى لكلا الفريقين.