السبت ,16 غشت 2025
آخر الأخبار

محمد الجامعي : الأب الروحي لكرة القدم داخل القاعة في المغرب

المتابعة : عادل الرحموني

في قلب مدينة القنيطرة المغربية ، وعلى ضفاف نهر سبو، عاش شاب طموح سعى لتغيير مسار كرة القدم داخل القاعة في المغرب. محمد الجامعي ، الذي عُرف في شبابه بلقب “النهيضة”، كان أكثر من مجرد عاشق لفريق “النهضة القنيطرية” لقد جعل من كرة القدم المصغرة قضية حياة ؛ قضية تستحق التضحية والمثابرة، حتى لو كلفه ذلك الدخول في صراعات سياسية، أو حتى دخول السجن.

بدأت قصة الجامعي مع هذه اللعبة عندما رست باخرة أجنبية في ميناء القنيطرة، حيث شاهد طاقمها يمارسون كرة القدم المصغرة جذبه هذا النوع من الرياضة، وسرعان ما بدأ ينشرها بين الشباب المحليين، ليؤسس بعدها فريق “أجاكس القنيطري” في أوائل السبعينات كان هذا الفريق خطوة جريئة وسط غياب الدعم الرياضي للعبة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، الذي اعتبرها مجرد نشاط ترفيهي. لكن الجامعي لم يستسلم، وظل يعمل على تطوير هذا النوع من الرياضة رغم كل العقبات.

في عام 1994، أخذ الجامعي قراره الجريء بالسفر إلى مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم ليطالب بعضوية ناديه “أجاكس القنيطري” وتمثيل المغرب في المسابقات العالمية ورغم عدم الدعم المحلي، إلا أن النادي شارك في بطولات دولية مثل كأس العالم في الأرجنتين والمكسيك، لينقل اسم المغرب إلى الساحة العالمية.

ومع نمو شهرة الجامعي، بدأ الصراع وتعرض لضغوط كبيرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للتخلي عن هيئة “فيفوزا” التي كانت تدير كرة القدم داخل القاعة حينها ورفض الجامعي، وواجه عواقب قراره، حيث بدأت تُوجه إليه اتهامات عديدة، بما فيها تهجير المواطنين، وانتحال صفة رئيس هيئة غير معترف بها بل دخل السجن، وتعرض لمؤامرات عديدة من خصومه في الداخل والخارج لكن هذا لم يكن كافياً لتحطيم روحه.

في سجن القنيطرة، كانت والدته تأتي كل صباح على أمل أن يُفرج عن ابنها، وتكررت زياراتها اليومية حتى فقدت بصرها من كثرة البكاء عليه حتى توفيت وهي تحلم برؤيته حراً، ليشعر الجامعي بالذنب والحزن، خاصة وأنه لم يتمكن من وداعها، إذ أجبرته الظروف على الهجرة بعد خروجه من السجن.

في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يتخلَّ عن حلمه؛ أسس فريق “أجاكس ميامي” كامتداد لفريقه في القنيطرة، وأصبح يناضل من أجل الاعتراف بكرة القدم داخل القاعة ونشرها في بلد مؤثر سياسياً ورياضيًا على مستوى العالم ورغم الغربة، ظل حنينه لوطنه وللفريق الذي أسسه يرافقه، واستمر نضاله ليُثبت أنه الأب الروحي لهذه الرياضة.

قصة محمد الجامعي ليست مجرد قصة رياضي؛ إنها قصة كفاح وإصرار، وقصة شخص كرس حياته لقضية آمن بها حتى النهاية، تاركاً إرثاً رياضياً وإنسانياً يُلهم الأجيال المقبلة.

شاهد هنا أيضا

شباب الوفاق البيضاوي للسيدات يتأهل للبلاي أوف بعد انتصار مستحق على صقر أكادير

اختتم فريق شباب الوفاق الرياضي البيضاوي لكرة القدم داخل القاعة - سيدات، الـمرحلة الأولى منالبطولة بانتصار مثير على نظيره صقر أكادير بنتيجة 6-3، في مباراة شهدت تألقًا هجومياً واضحاً وتركيزاً عالياً من اللاعبات، ليضمن الفريق بذلك التأهل إلى مرحلة البلاي أوف عن جدارة واستحقاق.