المتابعة : مراسل – موقع ماتش بريس مالكي عيسي

رغم أن كرة القدم تُعرف بأنها “اللعبة الشعبية”، فإنها أصبحت اليوم مصدرًا لمآسٍ كثيرة، تحصد أرواح أبنائنا وتقود بعضهم إلى السجن في سن مبكرة، حتى قبل بلوغهم سن الرشد. هذه الظاهرة تفاقمت في مجتمعنا الإسلامي، كما شهدنا ليلة البارحة في مدينة وجدة، المعروفة بأهلها الطيبين المحافظين على القيم والأخلاق.
ما حدث في الملاعب أصبح أمرًا يدعو للقلق؛ شجارات بين المشجعين، ألفاظ نابية، وانعدام الاحترام بين الكبير والصغير. لم يعد الشغب يقتصر على الشباب وحدهم، بل حتى بعض كبار السن، ممن تجاوزوا الستين، ينخرطون في هذا السلوك، غير واعين بأنهم قدوة للأجيال الصاعدة. كيف لنا أن نطالب الشباب بالاحترام وهم يشاهدون الكبار أنفسهم يتفوهون بالسب والشتم؟
أما الحكام، فحدث ولا حرج، إذ أصبحوا هدفًا للانتقادات الحادة، والاحتجاجات العنيفة داخل الملعب وخارجه. قبل أن نغادر منازلنا لحضور المباريات، يجب أن نربي أبناءنا على قيم الاحترام والتقدير، وأن نكون نحن قدوة لهم في التعامل مع الآخرين، سواء كانوا خصومًا أو حكامًا أو حتى رجال الأمن الذين يسهرون على سلامتنا أكثر من أنفسهم.
من المؤسف أن بعض الشباب، ممن لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، لا يحترمون رجال الأمن، بل يتعاملون معهم بازدراء، رغم أنهم يقفون لساعات طويلة لضمان سلامة الجميع. كيف نسمح لأنفسنا بإهانتهم بدل شكرهم على جهودهم؟
ما انتشر من مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك ويوتيوب، دليل واضح على تفشي هذه الظاهرة. لذا، نأمل أن تُعقد ندوات توعوية بمشاركة الأساتذة الجامعيين، ورجال الأمن، والمتخصصين، لمناقشة سبل الحد من هذه السلوكيات السلبية وتعزيز الروح الرياضية بين الجماهير.
في النهاية، كرة القدم مجرد لعبة، فيها الفوز والخسارة والتعادل، لكن الأهم أن نحافظ على القيم والأخلاق وننقل لأبنائنا رسالة الاحترام. نتمنى أن تسود الروح الرياضية بين الجميع، وأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.