بقلم الإعلامي والصحفي : عادل الرحموني
في تطور لافت للإنتباه ، انسحبت جميع منتخبات شمال إفريقيا من بطولة كأس الأمم الإفريقية للمحليين (الشان) منها مصر ، ليبيا ، تونس ، الجزائر ، باستثناء المغرب الذي يبقى المنتخب الوحيد المشارك في هذه البطولة التي تثير الكثير من الجدل وتأتي هذه المشاركة في وقت حساس للغاية ، حيث توقف الدوري المغربي الاحترافي الاول لكرة القدم لمدة 40 يومًا (الاعداد والنهائيات) ، ما يعكس تحديات كبيرة في التنسيق بين البطولات المحلية والمشاركات القارية ، بالإضافة إلى ضغط مواعيد المباريات بعد شهر يناير المقبل.
مشاركة في بطولة ذات طابع ودي
لطالما كان “الشان” محل تساؤلات على مستوى الأندية واللاعبين فعلى الرغم من كونه يُعتبر فرصة لتحفيز الفرق المحلية وتطوير اللاعبين المحليين ، إلا أن البطولة تبقى بطولة ثانوية في الكثير من الأوساط الرياضية ، خاصة في ظل ازدحام الجدول الزمني للمسابقات المحلية والقارية.
إيقاف الدوري المغربي الاحترافي الاول لمدة 40 يومًا لتسريح اللاعبين للمشاركة في “الشان” يعني أن الأندية الوطنية ستواجه ضغوطًا هائلة بسبب كثافة المباريات التي ستلعبها بعد العودة إلى الواجهة بين مباريات إياب الدوري المغربي الاحترافي الاول لكرة القدم ، مسابقة كأس العرش ، والمشاركة القارية لاندية الرجاء البيضاوي ، الجيش الملكي على مستوى كاس دوري عصبة ابطال افريقيا وفريق نهضة بركان على مستوى كاس الكونفدرالية الافريقية وسيكون من الصعب على الأندية المغربية أن تتعامل مع هذا التحدي دون التأثير على أدائها في البطولات الأخرى.
ضغوط إضافية على الأندية واللاعبين
من المعروف أن اللاعبين المغاربة يعانون من عبء بدني كبير نتيجة لبرنامج المباريات المكثف فعلى الرغم من المشاركة المستمرة للأندية في المسابقات القارية والمحلية ، إلا أن المستوى البدني والتكويني لأغلب اللاعبين لا يتحمل هذه الضغوط الزائدة فضعف الدوري المغربي الاحترافي الاول لكرة القدم على مستوى الإعداد البدني والتقني يزيد من صعوبة التكيف مع هذه المشاركات المرهقة.
ما بعد يناير المقبل لسنة 2025 ، سيصبح الجدول أكثر ازدحامًا مع بدء المنافسات القارية للأندية المغربية ، إضافة إلى توقف أخر بسبب كأس العالم للأندية لكرة القدم في ماي 2025 ، مما يعزز التساؤلات حول مدى قدرة اللاعبين والأندية على الوفاء بجميع هذه الالتزامات ومن هذا المنطلق ، يبقى السؤال مطروحًا وجوهريا : هل من الأفضل للمنتخب الوطني المغربي للمحليين الانسحاب من “الشان”…!!!؟؟؟
التخطيط المستقبلي : يفرض ضرورة الانسحاب…!!!؟؟؟
في ظل هذا التراكم الكبير في الأعباء على الأندية المغربية ، قد يكون الانسحاب من “الشان” خطوة ملحة في الوقت الراهن فبعض عناصر المنتخب الوطني المغربي للمحليين والذين ينتمون لفرق الرجاء البيضاوي والجيش الملكي ونهضة بركان يمكنهم الاستفادة من التركيز على الاستعدادات لمباريات دور المجموعات من الكأسين الافريقيتين نفس الحال بالنسبة لفريق الوداد البيضاوي هو الآخر من الافضل الاستفادة من التركيز على الاستعداد للمنافسات الكبرى خاصة كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الامريكية بدلاً من المشاركة في بطولة غير معترف بها من قبل الكثيرين.
كما أن الأندية المغربية مطالبة بإعداد لاعبيها بشكل مناسب للموسم المقبل ، خاصة أن الضغوط البدنية والتقنية قد تؤثر سلبًا على أداء الفرق في البطولات القارية ومن هذا المنطلق ، يجب التفكير في الأولويات ، والتركيز على تحسين جاهزية اللاعبين للمسابقات التي تمثل قيمة أكبر على الصعيدين القاري والدولي.
إن استمرارية المشاركة المغربية في كأس “الشان”، مع استمرار غياب منتخبات شمال إفريقيا الأخرى ، يجب أن تخضع لمراجعة دقيقة فهناك العديد من التحديات البدنية واللوجستية التي يواجهها اللاعبون والأندية المغربية ، وتزداد الحاجة إلى الانسحاب من البطولة لتخفيف الضغوط على الأندية واللاعبين وضمان استعدادهم الكامل للمسابقات القارية والدولية المقبلة.