المتابعة : عادل الرحموني

فقدت جائزة الكرة الذهبية مصداقيتها منذ عدة سنوات، وخاصة منذ انفصالها عن “الفيفا” في عام 2016، نتيجة لتعارض المصالح بين “فرانس فوتبول” والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الضجة التي أثارها تتويج اللاعب رودري على حساب اللاعب فينيسيوس تعد دليلاً على أن الأمر بات أكبر من مجرد تصويت فما الذي حدث في الحفل الأخير، وما هي التفاصيل التي جرت في الكواليس…؟ لنبدأ من عام 2016 ، حيث كانت تلك النقطة بداية تحول الجائزة.
*لماذا انفصلت “فرانس فوتبول” عن رعاية “الفيفا”…؟
بين عامي 2010 و2016، كانت الكرة الذهبية تحت رعاية الفيفا، حيث كان يتم التصويت تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم ومع ذلك، أدى تضارب المصالح بين الطرفين إلى انفصالهما فقد باتت الشركات الراعية الكبرى مثل “أديداس” و”نايكي” تؤثر على نتائج التصويت أكثر من التصويت نفسه لذا، قررت “فرانس فوتبول” استعادة السيطرة على تنظيم الجائزة، مما أدى إلى إلغاء أصوات المدربين وقادة المنتخبات واستبدالهم بمراسليها الصحفيين، الذين يمكنهم التأثير في نتائج التصويت بسهولة أكبر.

كيف تشتري “فرانس فوتبول” أصوات الصحفيين…!؟
قد يبدو من غير المعقول أن يبيع المراسلون الصحفيون أصواتهم، لكن التجارب تشير إلى أن “فرانس فوتبول” تمتلك “لوبيًا” من 10 إلى 15 صحفيًا، يعتمدون عليهم في تغيير مسار الفائز كما يرغبون هؤلاء الصحفيون غالبًا ما يكونون من دول صغيرة كروياً، وبدون أي شهرة كبيرة، مما يجعلهم مثاليين لمثل هذه الأغراض فمن السهل عليهم التصويت لصالح رودري أو غيره مقابل مزايا مالية، دون أن يشعروا بأنهم ارتكبوا خيانة.
“اليويفا” : شريك جديد بأسلوب أسوأ
منذ شهر نونبر 2023، أصبح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) هو الشريك الجديد لـ”فرانس فوتبول” بدلاً من الفيفا، ولكن بصلاحيات محدودة حيث تبقى الصحيفة المسؤولة عن عملية التصويت، لكن التنسيق يتم مع “اليويفا” كان الواضح من قائمة المرشحين أن معظمهم أوروبيون، مما أدى إلى حرمان لاعبين بارزين مثل فينيسيوس من التتويج، ومن المثير للدهشة أيضًا غياب أي لاعب أفريقي في قائمة “توب 10” لأول مرة منذ 2017.

هل تمت سرقة فينيسيوس…!؟
تظهر كل الدلائل على أن اللاعب فينيسيوس تعرض للسرقة، حيث كان يُعتقد أنه الفائز استعد للحدث ودعا أقاربه، إلا أن الأمور تغيرت بشكل غير متوقع كما أشار سيدورف من قلب الحدث إلى أن الصراع بين فريق ريال مدريد و”اليويفا” أثر على نتيجة الجائزة، مما أشار إلى أن اللاعب فينيسيوس دفع ثمن تلك التوترات.
لماذا أخفت “فرانس فوتبول” اسم الفائز…!؟
عادةً ما يتم إبلاغ الفائز قبل الحفل، ولكن هذه المرة لم يكن يعرف اسم الفائز سوى شخصين، ريال مدريد اعتبر أن هناك نية لإذلال الفريق أمام العالم، مما دفعهم إلى المقاطعة وكان هذا الرد تعبيرًا عن استنكارهم للنوايا السيئة التي يُعتقد أنها كانت وراء إخفاء اسم الفائز.

كيف حصل فريق ريال مدريد على المعلومة…!؟
واجه رئيس تحرير “فرانس فوتبول” ضغوطًا من فريق ريال مدريد لمعرفة اسم الفائز، ولكنه أصر على إبقاء الأمر سريًا حتى النهاية لكن من المحتمل أن يكون أحد أفراد فريق مانشستر سيتي قد أفشى السر لفريق ريال مدريد ، مما أجبر اللاعب رودري على الذهاب إلى الحفل رغم إصابته.
الصحف المدريدية في موقف محرج
لم تعبر الصحف المدريدية عن تعاطفها مع فريق ريال مدريد بل سعت لنقل الحقائق فقط، مع طرح تساؤلات توحي بأنها تمتلك معلومات لكنها لم ترغب في نشرها بسبب حساسية الوضع كما كان على فريق ريال مدريد أن يهنئ اللاعب رودري، كونه لاعبًا متميزًا، لأن فوزه هو فوز للكرة الإسبانية التي لم تحظى بالكرة الذهبية منذ 64 عامًا.

تظل الكرة الذهبية محاطة بالجدل والصراعات، مما يجعل مصداقيتها موضع تساؤل تثير هذه الأوضاع تساؤلات حول مستقبل الجائزة وكيفية استعادتها لمصداقيتها في عالم كرة القدم.