الأربعاء ,2 يوليوز 2025

كرة القدم : السلاح الدبلوماسي الذي يعيد رسم خريطة النفوذ العالمي

عمود القلم المسموم بقلم الصحفي والاعلامي : عادل الرحموني

لم تعد كرة القدم مجرد لعبة أو حدث رياضي ينتظره المشجعون بشغف، بل تحولت إلى أداة دبلوماسية، وسلاح استراتيجي قادر على تعزيز مكانة الدول وإعادة رسم صورتها على الساحة الدولية، التأهل إلى كأس العالم لم يعد مجرد إنجاز رياضي يُحتفل به لأسابيع، بل أصبح وسيلة لترسيخ الهوية الوطنية، وتوسيع النفوذ، وبناء صورة دولة طموحة ومؤثرة.

مونديال قطر 2022 كان لحظة تاريخية، حيث لم يكن المنتخب الوطني المغربي مجرد منتخب يشارك في البطولة العالمية، بل كان سفيراً لوطن بأكمله، يروي قصة نجاح تمتد جذورها إلى سنوات من العمل والتخطيط والاستثمار في الرياضة، عندما أطاح “أسود الأطلس” بكبار المنتخبات العالمية، لم يكن ذلك مجرد فوز في مباراة، بل كان إعلاناً بأن المغرب بات رقماً صعباً في معادلة الكرة العالمية، ورسالة واضحة بأن الرياضة لم تعد مجرد تنافس، بل قوة قادرة على صنع التاريخ.

لم يكن تأثير المنتخب الوطني المغربي محصوراً داخل حدود المستطيل الأخضر، بل امتد إلى كل زاوية في العالم، حيث أصبح المغرب محور حديث الإعلام الدولي، وأعاد تعريف كرة القدم كأداة دبلوماسية تُكسب الدول احتراماً وتأثيراً دولياً، حينما اجتمع ملايين العرب والأفارقة والمغاربة في مختلف أنحاء العالم خلف منتخب واحد، لم يكن ذلك مجرد تشجيع، بل كان لحظة توحد ثقافي وسياسي تعكس كيف يمكن للرياضة أن تكون لغة تفوق كل الحدود والخلافات.

حجز المنتخب الوطني المغربي مقعده مبكراً في مونديال 2026، لكن الاحتفال بالتأهل لم يعد كافياً فاليوم، باتت التطلعات أكبر، والطموحات تتجاوز مجرد المشاركة، المغرب لم يعد يذهب إلى كأس العالم ليكون ضيف شرف، بل ليؤكد أن نجاحه السابق لم يكن صدفة، وأنه مستعد ليواصل كسر الحواجز وصنع المفاجآت.

عندما تُدار كرة القدم برؤية استراتيجية، تتحول من مجرد لعبة إلى مشروع وطني يعكس طموح دولة بأكملها، المغرب فهم هذه المعادلة مبكراً، واستثمر في الرياضة كوسيلة لإبراز قوته الدبلوماسية وتعزيز حضوره العالمي. مونديال 2026 لن يكون مجرد بطولة أخرى، بل سيكون استمراراً لمسيرة بدأت ولن تتوقف، لأن كرة القدم في المغرب ليست مجرد رياضة…، بل هوية، رسالة، وأداة تأثير تصنع المستقبل.

شاهد هنا أيضا

المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم… “المصلحة الوطنية أولاً” منهج لا شعار

في ظل استحقاقات كروية جسيمة على المستويات القارية والعالمية، يواصل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم تجسيد مقولته البليغة: “المصلحة الوطنية أولاً”، شعار تحوّل إلى فلسفة راسخة في دواليب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تنعكس على أرض الواقع من خلال قرارات استراتيجية تتوازن بين الحاضر والمستقبل، بين الأسماء البارزة والواعدة، وبين النتائج الآنية والبناء طويل الأمد.