عمود القلم المسموم بقلم الصحفي والاعلامي : عادل الرحموني

يظل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم رمزًا للوحدة والانتماء، حيث يلتف حوله الملايين بشغف وحب، بغض النظر عن اختلافاتهم، لكن في خضم النقاشات الرياضية، يجب أن تبقى مصلحة المنتخب فوق كل الاعتبارات، بعيدًا عن التجاذبات الشخصية والخلافات الهامشية، فمن حق الجميع أن يعبر عن رأيه، سواء بالدعم أو النقد، لكن ضمن إطار من الاحترام والموضوعية، لأن المنتخب ليس مجرد منتخب فقط، بل مشروع وطني يمثل طموحات أمة بأكملها.
كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل هي هوية وطنية ومصدر فخر للمغاربة جميعًا، لهذا، فإن النقاش حول المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم يجب أن يظل في إطار الاحترافية والاحترام، بعيدًا عن تصفية الحسابات أو تحويله إلى معركة بين مؤيدين ومعارضين لشخص معين، سواء كان مدربًا، لاعبًا، أو مسؤولًا، الدفاع عن المنتخب هو دفاع عن مشروع رياضي وطني، وليس عن أفراد، وأي اختلاف يجب أن يكون هدفه البحث عن الأفضل، لا خلق انقسامات بلا جدوى.

من حق أي شخص أن يعبر عن رأيه في أداء المنتخب، قرارات المدرب، أو اختيارات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فهذا جزء من النقاش الصحي الذي يساهم في تطوير الرياضة، لكن هناك فرق جوهري بين النقد البنّاء الذي يسلط الضوء على نقاط القوة والضعف، وبين الهجوم الشخصي الذي يتجاوز حدود الاحترام ويصبح مجرد وسيلة للجدل العقيم.
للأسف، أصبحت بعض النقاشات الرياضية تشهد انحدارًا في مستوى الحوار، حيث يلجأ البعض إلى السب والشتم فقط لأن هناك رأيًا مخالفًا لرأيهم. هذا السلوك لا يعبر عن حب المنتخب، بل عن ضعف في ثقافة تقبل الرأي الآخر، وهو أمر يجب أن يتغير إذا كنا نريد لرياضتنا أن تتطور.

كرة القدم ليست فقط انتصارات وألقاب، بل هي أيضًا انعكاس لحضارة الشعوب ومستوى وعيها. إذا كنا نطمح لرؤية منتخبنا في القمة، فعلينا أن نبدأ بتطوير أسلوب نقاشنا حوله، لا يمكن للرياضة أن تزدهر وسط بيئة مشحونة بالكراهية والمزايدات، بل تحتاج إلى نقاشات ناضجة وهادفة تسعى إلى التطوير وليس التدمير.
بدلًا من الغرق في الصراعات الجانبية، علينا أن نطرح الأسئلة الحقيقية :
• كيف يمكننا دعم منتخبنا ليواصل تألقه…!؟
• ما هي الاستراتيجيات التي تضمن استمرارية النجاح…!؟
• كيف نحول النقاش الرياضي إلى عامل إيجابي يساهم في بناء كرة القدم الوطنية…!؟

المنتخب المغربي ليس مجرد منتخب، بل هو مشروع وطن بأكمله، ورمز يوحد المغاربة داخل الوطن وخارجه، إذا أردنا له أن يبقى في القمة، فعلينا أن نضع مصلحته فوق كل الاعتبارات، وأن نرتقي بأسلوب نقاشنا ليكون محفزًا للبناء، لا أداة للهدم، الرياضة فضاء للوحدة والفخر، فلنجعلها كذلك، ولنكن جميعًا في مستوى هذا الحلم الكبير.