المتابعة : عادل الرحموني

مع انطلاق كأس العالم للشباب لأقل من 20 سنة – تشيلي 2025، تابعت الجماهير العربية بشغف كبير مشاركة ثلاثة منتخبات عربية وهي: المغرب، مصر، السعودية. ومع نهاية دور المجموعات، تنوعت النتائج بين إنجازات لافتة وإخفاقات موجعة، ما يعكس واقع الكرة العربية الشابة بين الطموح والإمكانات. في هذا التقرير، نضع بين أيديكم تقييمًا شاملًا لأداء المنتخبات العربية في المونديال.
وشاركت مصر، المغرب، والسعودية الممثلين للعرب في نسخة 2025. القرعة وضعت المغرب في مجموعة نارية مع البرازيل، المكسيك، وإسبانيا، فيما لعبت مصر أمام تشيلي (البلد المنظم)، اليابان، ونيوزيلندا، بينما واجهت السعودية منتخبات قوية هي كولومبيا، نيجيريا، والنرويج.
المغرب: تألق وأداء بطولي
قدّم أسود الأطلس نسخة تاريخية، بعدما تمكنوا من تحقيق مفاجآت مدوّية:
الفوز على إسبانيا 2-0.
الانتصار على البرازيل 2-1.
هزيمة أمام المكسيك 0-1.
تأهل المنتخب المغربي مبكرًا إلى دور الـ16، ليؤكد أن استعداده الفني والذهني كان في أعلى مستوياته، مقدّمًا للعرب نموذجًا للفريق القادر على مقارعة الكبار.

مصر: انتصار متأخر لم يشفع
رغم الفوز الكبير على تشيلي (2-1)، فإن هزيمتي مصر أمام اليابان ونيوزيلندا وضعت المنتخب في موقف صعب.
التعادل في النقاط لم ينصف الفراعنة. تأهلت تشيلي بدلًا عنهم مستفيدة من المعايير الإضافية (أفضلية المواجهات المباشرة وفارق الأهداف).
وبذلك خرجت مصر من البطولة مبكرًا رغم امتلاكها عناصر واعدة.

السعودية: خيبة أمل مبكرة
واجه المنتخب السعودي مجموعة صعبة ضمّت كولومبيا، نيجيريا، والنرويج، ولم ينجح في تحقيق النتائج المطلوبة للتأهل.
الخسائر المتتالية أكدت ضعف التحضير وقلة الخبرة في مواجهة المدارس الكروية العالمية. الخروج من الدور الأول شكّل صدمة للشارع الرياضي السعودي الذي كان يأمل في ظهور أفضل.

المغرب أثبت أن التخطيط طويل الأمد والاستثمار في الفئات السنية يمكن أن يصنع الفارق.
مصر والسعودية بحاجة إلى إعادة هيكلة برامج تطوير الناشئين، مع زيادة الاحتكاك القاري والعالمي.
المشاركة العربية بشكل عام أظهرت أن الهوة مع مدارس أمريكا الجنوبية وأوروبا ما زالت قائمة، لكن الإرادة والطموح قادران على تضييق الفجوة.
كأس العالم للشباب لأقل من 20 سنة (تشيلي 2025) منح الكرة العربية دروسًا مهمة: المغرب مثال للنجاح، مصر لم تُحالفها الحسابات، والسعودية بحاجة إلى مراجعة شاملة. وبين الآمال والإخفاقات، تبقى مثل هذه البطولات مختبرًا حقيقيًا لصناعة أبطال المستقبل.