سوس ماسة تحتفي بإبداعات الشباب: النسخة الأولى من معرض منتوجات خريجي معاهد فنون الصناعة التقليدية.

المتابعة من انزكان : عبد الرحيم أوخراز.

في مبادرة نوعية تروم دعم الكفاءات الشابة وتشجيع الابتكار في مجال الصناعة التقليدية، احتضنت جهة سوس ماسة فعاليات النسخة الأولى من معرض منتوجات خريجي معاهد فنون الصناعة التقليدية، وذلك خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 21 يونيو 2025، بمقر المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بإنزكان.

وجاء تنظيم هذه التظاهرة بتنسيق مشترك بين المديرية الجهوية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني وغرفة الصناعة التقليدية لجهة سوس ماسة، في إطار رؤية استراتيجية ترمي إلى تمكين الخريجين والخريجات من الانخراط المهني، وفتح آفاق جديدة أمامهم لتعزيز حضورهم داخل سوق الشغل، عبر لقاءات مباشرة مع المهنيين والفاعلين في القطاع.
المعرض قدّم منصةً متميزة لعرض منتوجات متنوعة من توقيع خريجي معاهد إنزكان وأكادير، حيث عكست المعروضات غنى وتنوع التراث المغربي الأصيل، في تفاعلٍ متناغم بين الحرفية التقليدية والدقة التقنية، وبين الحس الجمالي والابتكار العصري.

وشملت المنتوجات المعروضة مجالات متعددة من فنون الصناعة التقليدية، منها النسيج، الجلد، الزخرفة، الخزف، والخياطة، وهي ثمرة لمسار تكويني حافل بالتأطير والتدريب داخل المعاهد المتخصصة، ما منح المشاركين فرصة إبراز قدراتهم الفنية والمهارية أمام جمهور واسع من الزوار والمهنيين.
وفي لحظة فنية راقية، شهد المعرض تنظيم عرض أزياء خاص بخريجي السنة الثانية من تخصصي الخياطة التقليدية الراقية والفصالة والخياطة، داخل فضاء المعهد ذاته. وقد مثّل العرض تتويجًا لمشاريع نهاية التكوين، حيث قدّم المتدربون والمتدربات تصاميم تنم عن احترافية عالية وإبداع بصري يُبرز خصوصية الزي التقليدي المغربي بروح متجددة.

الحدث لم يكن فقط مناسبةً لعرض المنتوجات، بل شكل كذلك محطة لتقوية الثقة بالنفس والانفتاح على عالم المقاولة والعمل الحرفي الحر، في إطار رؤية شمولية تجعل من الصناعة التقليدية قطاعًا حيويًا ومولّدًا للفرص ومجالًا واعدًا لتمكين الشباب.

تؤكد هذه المبادرة أهمية الاستثمار في الرأسمال البشري المؤهل، وتعكس حرص الجهات المنظمة على إعادة الاعتبار للصناعة التقليدية كرافد ثقافي واقتصادي حيوي، عبر احتضان الطاقات الشابة، وتوفير منصات تفاعلية تشجعهم على ولوج عالم المقاولة بثقة وإبداع.

وتسعى المديرية الجهوية وغرفة الصناعة التقليدية، من خلال تنظيم مثل هذه التظاهرات، إلى ترسيخ ثقافة الريادة المهنية لدى خريجي معاهد التكوين، وخلق دينامية جديدة تعزز من إشعاع الصناعة التقليدية في سوس ماسة، بوصفها موروثًا حضاريًا غنيًا وقابلًا للتجديد.