الثلاثاء ,1 يوليوز 2025

لويس إنريكي: رجل يستحق الفرح… لأنه إنسان قبل أن يكون بطلاً

بقلم: عادل الرحموني

في عالم كرة القدم، حيث يُقاس النجاح بعدد الألقاب والإنجازات، يسطع نجم قلّ مثيله في هذا الزمان. ليس لأنه فقط قاد فرقًا إلى المجد أو خطط بانضباط تكتيكي جعل خصومه يعجزون عن مجاراته، بل لأنه حين خُيّر بين البطولة والإنسانية… اختار أن يكون أبًا. إنه لويس إنريكي، المدرب الإسباني الذي يستحق أن يفرح، لا بل أن يُحتفى به، لأن في قلبه يسكن شيء أعمق من كرة القدم.

في عام 2019، وبينما كان يقود المنتخب الإسباني نحو حلم طال انتظاره، قرر إنريكي أن ينسحب بشكل مفاجئ. اكتفى بكلمة مقتضبة: “لأسباب شخصية”. لم يشرح، لم يتباك، لم يطلب تفهّمًا. الصحافة الإسبانية لم ترحمه، ووصمته بأقسى الصفات: “خواف”، “بلا شخصية”، “تخلى عن منتخب بلاده”.

لكن بعد شهرين فقط، كُشف المستور… ليس عبر مؤتمر صحفي، بل عبر كلمات نازفة كتبها بقلب منكسر:

“تخليت عن كل شيء من أجلها… لكنها تركتني 💔”.

ابنته الصغيرة “زانا”، ذات التسع سنوات، كانت تصارع سرطان العظام. إنريكي، الرجل الذي وقف على خطوط الملعب آلاف المرات يصرخ وينظم وينتصر، قرر أن يتراجع… فقط ليبقى بجانبها في أيامها الأخيرة. لم يُرد أن يُشهر بمرضها، لم يُرد دموع تعاطف، فقط أراد أن يكون أبًا، في اللحظة التي كان يجب أن يكون فيها إنسانًا لا مدربًا.

زانا رحلت بعد خمسة أشهر من الألم، لكن إنريكي لم يرحل من قلوب الناس. بقي، لا كمدرب، بل كقدوة حقيقية. في كأس العالم، وبعد هزيمته أمام المغرب، لم يلقِ اللوم، بل شكر اللاعبين المغاربة بحرارة، وامتدح مستواهم. ومؤخرًا، في أحد المؤتمرات الصحفية، امتدح سؤال صحفي مبتدئ، وشجعه أمام الجميع… لحظة إنسانية صغيرة، لكنها تكشف جوهر الرجل.

أما الجمهور؟ فقد ردّ له التحية بتحية أعظم. تيفو ضخم يحمل صورة ابنته الراحلة زانا، رُفع في المدرجات. صورة كانت أبلغ من كل الكلمات، تذكير بأن البطولة ليست فقط في حيازة الكؤوس… بل في الاحتفاظ بالقلب.

إنريكي مرّ من المحن: فقدان ابنته، انتكاسات رياضية، نقد لاذع، وضغط جماهيري… لكنه خرج من كل ذلك أكثر إنسانية، وأكثر احترامًا.

لويس إنريكي لا يستحق فقط لقب “مدرب بطل”، بل يستحق أن يُلقّب “بطل الإنسانية”.

لأنه في النهاية، البطولات تُنسى… لكن النبل لا يُنسى أبدًا.

شاهد هنا أيضا

باريس سان جيرمان يُحلّق في سماء أوروبا ويتوّج بدوري الأبطال بخماسية تاريخية أمام إنتر ميلان

في ليلة كروية ساحرة، كتب باريس سان جيرمان الفرنسي تاريخًا جديدًا في سجلاته، محققًا حلمه المنتظر بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بعد أداءٍ مبهر وانتصارٍ ساحق بنتيجة 5-0 على إنتر ميلان الإيطالي في نهائي موسم 2024-2025. المباراة التي أُقيمت مساء اليوم، السبت 31 ماي 2025، على ملعب مكتظ بالجماهير، شهدت تألقًا لافتًا لنجوم الفريق الباريسي بقيادة المغربي أشرف حكيمي والحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، تحت إدارة الحكم الدولي إيستفان كوفاكس.