Matchpresse.com موقع الأخبار الرياضية المغربية,الافريقية,العربية,العالمية
المتابعة : عادل الرحموني
مع اقتراب موعد انطلاق دورة الألعاب الأولمبية للشباب “داكار 2026”، يشهد السنغال حراكًا رياضيًا وتنظيميًا غير مسبوق، استعدادًا لاستضافة أول حدث أولمبي على الأراضي الإفريقية. ففي أقل من 18 شهرًا، ستتحول مدن داكار، ديامنيديو وسالي إلى مسرح عالمي يجمع أكثر من 2700 رياضي شاب من مختلف أنحاء العالم، في تظاهرة رياضية وثقافية تعكس روح القارة السمراء.
وخلال الاجتماع السابع للجنة التنسيق التابعة للجنة الأولمبية الدولية، الذي عُقد في داكار، تم استعراض التقدم المحرز في مختلف جوانب التنظيم. وقد أشاد رئيس اللجنة، همفري كايانغي، بالجهود المبذولة، مؤكدًا أن “الزخم الحالي يمنحنا ثقة كاملة في قدرتنا على تنظيم ألعاب استثنائية لإفريقيا” .
كما ألقى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، كلمة عبر الفيديو، عبّر فيها عن تفاؤله بنجاح الحدث، مشددًا على أن “داكار 2026 ستكون فرصة لإفريقيا للتألق على الساحة العالمية، وللاحتفاء بالرياضة والثقافة وروح التيرنغا السنغالية” .
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات المحلية، أُطلقت “أكاديمية داكار 2026 للتعلم”، وهي مبادرة رائدة تهدف إلى تدريب وتوظيف أكثر من 400 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 21 و35 عامًا. حيث يتلقى المشاركون تدريبًا مكثفًا يشمل جوانب التخطيط والتنظيم والإدارة، مما يؤهلهم للمساهمة الفعّالة في تنظيم الألعاب، ويُعزز من قدرات السنغال في استضافة الفعاليات الكبرى مستقبلًا .
وتم الانتهاء من المخطط الرئيسي للمواقع، مع تحديد مسار سباق الدراجات على الطريق الذي سينطلق وينتهي على طول كورنيش داكار الغربي، مُقدّمًا خلفية ساحرة للحدث. كما تشهد مواقع أخرى، مثل ملعب إبا مار ديوب، أعمال تطوير شاملة لرفع طاقتها الاستيعابية وتحسين مرافقها، بما في ذلك إنشاء مركز طبي رياضي وصالة ألعاب جديدة .
وفي إطار تعزيز البنية التحتية الرقمية، وقع اللجنة المنظمة للألعاب اتفاقية شراكة مع الوكالة السنغالية لتنظيم الاتصالات والبريد (ARTP). تهدف هذه الشراكة إلى ضمان توفير خدمات رقمية موثوقة، تشمل إدارة التذاكر، الأمن السيبراني، والبث المباشر للفعاليات، مما يُسهم في تقديم تجربة أولمبية متكاملة للمشاركين والجمهور على حد سواء .
تُعد “داكار 2026” أكثر من مجرد حدث رياضي؛ فهي تمثل فرصة لإحداث تحول اجتماعي واقتصادي في السنغال، وتعزيز مكانة إفريقيا على الساحة الرياضية العالمية. من خلال التركيز على تأهيل الشباب، تطوير البنية التحتية، وتعزيز الشراكات، تسعى اللجنة المنظمة إلى ترك إرث دائم يُلهم الأجيال القادمة.
مع استمرار العد التنازلي، تتجه الأنظار إلى السنغال، التي تستعد لكتابة فصل جديد في تاريخ الرياضة الأولمبية، وإبراز قدرات القارة الإفريقية في تنظيم أبرز الفعاليات العالمية.
