هشام الدگيگ… حاضر دائمًا في الظل والنور: روح القيادة تتواصل على خط التماس

المتابعة: عبد الواحد بلقاضي

في مشهد يختصر سنوات من العمل والوفاء لكرة القدم داخل القاعة، لفت المدرب الوطني القدير هشام الدگيگ الأنظار مساء أمس خلال المباراة التي جمعت المنتخب المغربي للسيدات بنظيره الأنغولي في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة 2025، والتي انتهت بنتيجة 5-1 لصالح المغرب، ضامنة بطاقة التأهل إلى نهائي البطولة ونهائيات كأس العالم المقبلة في الفلبين.

ورغم أنه لم يكن على دكة البدلاء كمدرب أول، إلا أن الدگيگ لم يغب عن الحدث، بل ظل على مقربة من أرضية الملعب متابعًا أدق تفاصيل اللقاء، ومتفاعلًا بشكل لافت مع كل مجرياته، حيث شوهد أكثر من مرة وهو يحاول التواصل مع مدرب المنتخب النسوي عادل السايح، ليمدّه بالملاحظات والتوجيهات، ويقترح التعديلات المناسبة بحسب تطور اللعب.

هذا الحضور النشط لم يكن مفاجئًا لمن يعرف المسار الطويل لهشام الدگيگ، الرجل الذي وضع لبنات مشروع كرة القدم داخل القاعة في المغرب، ونجح في تحويلها من رياضة ثانوية إلى واجهة مضيئة للكرة الوطنية على المستوى العالمي. وتُحسب له الإنجازات التي حققتها المنتخبات المغربية – رجالًا ونساءً – في السنوات الأخيرة، بفضل فلسفة متكاملة قوامها التخطيط، الاستمرارية، واستثمار الكفاءات.

في المقابل، لا يمكن إغفال بصمة المدرب الشاب عادل السايح، الذي أثبت في فترة قصيرة قدرته على صناعة فريق تنافسي يُشرّف المغرب. فبرؤية واضحة وجرأة تدريبية، قاد المنتخب النسوي لتجاوز التحديات الأولى وتخطي خصوم عنيدين، ليصل إلى نهائي البطولة الإفريقية، محققًا في ذات الوقت الهدف الأكبر: التأهل إلى كأس العالم 2025 بالفلبين.

تناسق الأدوار بين الدگيگ والسايح، يجسّد مبدأ الاستمرارية المؤسساتية داخل الإدارة التقنية الوطنية، حيث يُكمل الجيل الجديد مسار من سبقه، مستفيدًا من التوجيه دون أن يُفرّط في الابتكار. إنها رسالة مفادها أن كرة داخل القاعة المغربية باتت تمتلك منظومة قائمة على العقلانية والاحتراف، وليست مجرد توهج لحظي.

المباراة أمام أنغولا لم تُظهر فقط تفوقًا رياضيًا، بل قدّمت مشهدًا إنسانيًا ووطنيًا راقيًا: مدرب قدير يواصل العطاء من خارج الكاميرات، ومدرب شاب يتقدم الصفوف بثقة، ومنتخب نسوي يصنع المجد في أول ظهور قاري. هذه هي كرة القدم داخل القاعة بالمغرب… مشروع وطني يقوده الشغف والعقل