المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي بالدار البيضاء

المتابعة : عادل الرحموني

في إطار الاستعدادات الكبرى التي تخوضها المملكة المغربية لاحتضان تظاهرات رياضية عالمية، وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، نظمت ولاية جهة الدار البيضاء–سطات يوم الجمعة 25 أبريل 2025 فعاليات “المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي”.

المناظرة، التي احتضنتها إحدى قاعات الفنادق الكبرى بالعاصمة الاقتصادية، جمعت نخبة من الخبراء القانونيين والأمنيين والرياضيين، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني، بهدف بلورة رؤية شمولية لتشجيع رياضي إيجابي ومسؤول، يضمن الأمن ويعزز صورة المغرب كبلد مضياف قادر على تنظيم أكبر التظاهرات العالمية.

وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة مناظرات جهوية أطلقتها وزارة الداخلية بشراكة مع السلطات المحلية، وكانت الدار البيضاء محطتها الخامسة بعد فاس، أكادير، طنجة، ووجدة، على أن تتواصل لاحقًا في الرباط ومراكش.
تميز التنظيم بدقة عالية وحضور وازن لممثلي السلطات والأندية والجمعيات، مما عكس الأهمية الخاصة التي تكتسيها هذه المبادرة في رسم معالم مستقبل التشجيع الرياضي بالمغرب.

الورشة الأولى: دور المشجع في تنمية الكرة الوطنية

افتتحت المناظرة بورشة سلطت الضوء على الدور المحوري للمشجع في تطوير كرة القدم الوطنية.
• دعا الخبراء إلى الانتقال من التشجيع العفوي إلى التشجيع الواعي، الذي يسهم في صناعة صورة حضارية للمغرب ويجذب السياحة الرياضية.
• تم التأكيد على ضرورة الحملات التوعوية والتحسيسية الموجهة إلى الفئات العمرية الشابة، عبر الأسرة والمدرسة والجامعة.

الورشة الثانية: الأبعاد القانونية والأمنية للتشجيع الرياضي

خصصت الورشة الثانية لمناقشة المخاطر القانونية والأمنية المرتبطة بالشغب الرياضي.
• استعرض عبد السلام بوهوش، نائب الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مقتضيات القانون 09-09 لمحاربة الشغب الرياضي، مشددًا على أهمية التطبيق الصارم المتوازي مع مقاربات تواصلية وتحسيسية.
• ناقش ممثلون عن الأجهزة الأمنية الخطط المستقبلية لضمان أمن الملاعب، مؤكدين أن التوعية تعد شريكًا أساسيًا في تحقيق هذه الغاية.

التوصيات والنتائج الرئيسية

خرجت المناظرة بمجموعة من التوصيات العملية التي تهدف إلى ضمان تشجيع رياضي آمن ومسؤول:
1. صياغة ميثاق وطني للتشجيع الرياضي تلتزم به جماهير الأندية الوطنية.
2. تفعيل حملات التوعية عبر الإعلام، المؤسسات التعليمية، والأندية.
3. تجهيز الملاعب بمنظومات كاميرات مراقبة وأنظمة إنذار مبكر.
4. تعزيز انخراط المجتمع المدني والجمعيات الشبابية في جهود تأطير المشجعين.
5. إدراج ثقافة التشجيع الإيجابي ضمن المناهج الدراسية والأنشطة الرياضية.

تصريحات خاصة

محمد مهيدية، والي جهة الدار البيضاء–سطات

“الهدف الأسمى من هذه المناظرة هو حشد الجماهير وتأطيرها بطريقة تضمن أجواءً رياضية راقية، وتسويق صورة حضارية عن بلدنا.”
“المكاسب الرياضية الوطنية تحتاج إلى استكمالها بمنظومة تشجيعية مسؤولة، خصوصًا ونحن مقبلون على تظاهرات عالمية كبرى.”

عبد السلام بوهوش، نائب الوكيل العام للملك

“الشغب الرياضي يحمل تبعات خطيرة، خصوصًا على مستقبل الشباب، لذلك لا بد من الصرامة في تطبيق القانون إلى جانب التحسيس المبكر.”

يونس الحروني، عميد الشرطة الممتاز

“خلق بيئة رياضية آمنة يحتاج إلى تكامل الأدوار بين الأمن، القضاء، الإعلام والمجتمع المدني.”

نجيب العزوزي، مسؤول أمني بولاية أنفا

“تشجيع كرة القدم يجب أن يتحول إلى مناسبة للتعبير الثقافي والفني، بعيدًا عن كل أشكال العنف.”

نوفل الشكراوي، رئيس قسم الشؤون الداخلية

“إنجاح الأحداث الكبرى يبدأ أولًا من وعي المشجع بمسؤوليته وأهمية مساهمته في صورة بلده.”

آراء الخبراء والفاعلين الرياضيين

• الدكتور عبد الإله امهدي (برلماني): “لابد من رؤية شمولية تشرك الإعلام والمدرسة والأسرة في تأطير الشباب منذ الصغر.”
• أمينة عزمي (خبيرة رياضية): “المشجع يمكن أن يكون سفيرًا للرياضة الوطنية، ومساهمًا في تطوير السياحة الرياضية.”
• عبد الرحيم بورقية (أستاذ سوسيولوجيا الرياضة): “التنويع الثقافي للجمهور المغربي يفرض علينا مجهودًا مضاعفًا في التوعية والتأطير.”
• الدكتور عبد الرحيم غريب (باحث): “الرياضة يجب أن تكون قاطرة لتنمية وطنية شاملة عبر تعزيز القيم الوطنية.”
• جمال لحرور (نائب وكيل الملك): “لا استثناء في تطبيق القانون عندما يتعلق الأمر بحماية الأرواح والأحداث الرياضية.”

جسدت “المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي” بالدار البيضاء وعيًا رسميًا ومدنيًا بضرورة الارتقاء بسلوك الجماهير نحو مزيد من الاحترافية والمسؤولية.
كما شكلت انطلاقة حقيقية لبناء ثقافة تشجيعية تليق بطموحات المملكة المغربية في استضافة المحافل الكروية العالمية.

تفعيل التوصيات الصادرة عن هذه المناظرة سيكون له دور محوري في تأمين الملاعب، رفع مستوى التنظيم الرياضي، وتعزيز مكانة المغرب كوجهة رياضية عالمية راقية خلال الاستحقاقات المقبلة.