الثلاثاء ,1 يوليوز 2025

الدوري المغربي أم الليبي: أين يمكن للاعب المغربي أن يحقق فرصا أفضل؟

المتابعة: مراسلة موقع ماتش بريس إيمان بنعلي

شهد الميركاتو الأخير حركة انتقال غير مسبوقة للاعبين المغاربة نحو الدوري الليبي الممتاز، حيث اختار عدد كبير من المحترفين المغاربة خوض تجربة جديدة في الملاعب الليبية. هذه الظاهرة تطرح تساؤلات مثيرة حول الأسباب التي تدفعهم لهذا الخيار و مدى تأثير ذلك على مستوى الدوريين الليبي والمغربي، هل هي مجرد مغامرة مؤقتة أم بداية لفترة من الهيمنة المغربية في الملاعب الليبية؟

تعد كرة القدم في المغرب وليبيا من بين الدوريات العربية التي تشهد تنافسا متزايدا، لكن عند الغوص في الأرقام والإحصائيات، يتضح أن هناك فروقات كبيرة بين الدوري المغربي الإحترافي لكرة القدم والدوري الليبي الممتاز. فما هي أبرز الفوارق بين البطولتين؟

يضم الدوري الليبي الممتاز عددا ضخما من الفرق، حيث يشارك فيه 35 فريقا، مقارنة بـ 16 فريقا فقط في البطولة المغربية. هذا العدد الكبير في ليبيا يرفع إجمالي عدد اللاعبين إلى 1008 لاعبين، مقابل 461 لاعبا في البطولة المغربية. و رغم هذا الفارق العددي، يعاني الدوري الليبي من غياب الاستقرار بسبب اعتماده على نظام المجموعات، بينما يتميز الدوري المغربي الإحترافي بانتظامها على مدار الموسم، مما ينعكس إيجابيا على مستوى المنافسة، حيث يكون كل فريق في صراع مستمر طوال العام لتحقيق التميز.

عندما نتحدث عن القيمة السوقية، فإن الدوري المغربي الاحترافي يتفوق بفارق كبير. تبلغ القيمة السوقية الإجمالية للدوري المغربي 132 مليار سنتيم، بينما لا تتجاوز قيمة الدوري الليبي 25 مليار سنتيم. هذا الفارق يعكس قوة الاستثمار في الأندية المغربية، التي تستفيد من عقود رعاية قوية وحقوق بث تلفزيوني مرتفعة، مما يساهم في تحسين مستوى اللاعبين المحليين.

يعتبر الوداد الرياضي هو النادي الأغلى في الدوري المغربي، حيث تقدر قيمته السوقية بـ18 مليار سنتيم، في حين يتصدر الأهلي طرابلس قائمة الفرق الليبية بـ 6 مليارات سنتيم فقط، مما يعكس تفوق الأندية المغربية من حيث الجودة و الاستثمار. إن هيمنة الأندية المغربية على السوق تؤكد حقيقة أن هذه الأندية تقدم بيئة خصبة للتطور الكروي.

على مستوى اللاعبين، يتصدر المغربي محمد زريدة قائمة أغلى اللاعبين في الدوري الليبي بقيمة سوقية تبلغ 845 مليون سنتيم. أما في الدوري المغربي، فيعد يوسف بلعمري الأغلى بقيمة مليار و 300 مليون سنتيم، مما يشير إلى أن المواهب المغربية أصبحت تجذب أنظار الأندية المهتمة بالتعاقد مع اللاعبين الشباب.

يلاحظ أن الدوري الليبي يعتمد على نسبة أعلى من اللاعبين الأجانب، حيث يشكلون 28.5% من إجمالي اللاعبين (287 لاعبا أجنبيا)، بينما تبلغ نسبة الأجانب في البطولة المغربية 15% فقط (69 لاعبا أجنبيا). هذا الفارق يعكس التوجه المغربي نحو تطوير المواهب المحلية، بينما تعتمد الأندية الليبية بشكل أكبر على الاستيراد لتعزيز فرقها. في هذه البيئة الجديدة، قد يجد اللاعبون المغاربة فرصا أكبر للمشاركة على أرضية الملعب.

مع ارتفاع عدد اللاعبين الأجانب في ليبيا، بدأ الدوري الليبي يشهد توافد بعض اللاعبين المغاربة بحثا عن فرص جديدة في بيئة كروية مختلفة. رغم الفارق في القيمة السوقية، يرى بعض اللاعبين في الدوري الليبي فرصة لاكتساب دقائق لعب أكثر و إبراز مواهبهم بعيدا عن المنافسة القوية في المغرب. البعض يرى أن هذا الدوري يمكن أن يصبح أرضا خصبة للمواهب المغربية التي تبحث عن مساحة للتألق بعيدا عن الأضواء المتوهجة في الدوري المغربي.

رغم الأرقام الكبيرة للدوري الليبي من حيث عدد الفرق و اللاعبين، إلا أن الدوري المغربي يبقى أكثر احترافية و تنظيما، و هو ما يظهر جليا في القيمة السوقية العالية للأندية و اللاعبين. الاستثمار القوي في الأندية المغربية يعزز من جاذبية البطولة، في حين أن الدوري الليبي لا يزال بحاجة إلى مزيد من الاستقرار و التطوير لمنافسة البطولات العربية الكبرى. و مع استمرار العروض المغرية من الأندية الليبية، يبدو أن انتقال اللاعبين المغاربة إلى هناك لن يكون مجرد موجة عابرة، بل قد يصبح توجها ثابتا في سوق الانتقالات، خاصة إذا استمر الدوري الليبي في تحسين بنيته التحتية و ظروف اللعب فيه.

شاهد هنا أيضا

بلاغ رسمي من لجنة تصريف الأمور الجارية لنادي المولودية الوجدية لكرة القدم

تُعلن لجنة تصريف الأمور الجارية بنادي المولودية الوجدية لكرة القدم، أنه وطبقًا لمقتضيات المادة 9 من القانون الأساسي للنادي، ووفقًا لما ينص عليه النظام الداخلي، فقد تم فتح باب الانخراط للموسم الرياضي 2025-2026.