المتابعة : مراسلة موقع ماتش بريس إيمان بنعلي

يبدو أن اسم الحكمة الدولية بشرى كربوبي عاد ليشغل الأوساط الكروية، بعدما أثار غيابها عن مباريات البطولة الاحترافية تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك. البعض اعتبر الأمر إقصاء متعمدا، بينما يرى آخرون أن التحكيم النسوي في كرة القدم الذكورية لا يزال يواجه تحديات تستوجب إعادة التقييم. غير أن بوشعيب لحرش، رئيس اللجنة المركزية للتحكيم، خرج ليضع النقاط على الحروف، مؤكدا أن مردودية الحكمة هي الفيصل في اتخاذ القرارات بشأن تعيينها في مختلف الفئات.
منذ حصولها على الشارة الدولية، أصبحت كربوبي واحدة من الأسماء البارزة في مجال التحكيم النسوي، لكنها كانت حالة استثنائية حين تم دمجها في مباريات الذكور. هذه الخطوة جاءت ضمن إستراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لدعم التحكيم النسائي وإدماجه في منافسات الرجال، و هو ما فتح أمامها المجال لخوض تجارب مختلفة في أقسام عدة.
غير أن لحرش أوضح أن كربوبي لم تكن لتحصل على الشارة الدولية لو كانت ضمن حكام الذكور، مشيرا إلى أن المنافسة في التحكيم الرجالي أكثر تعقيدا، ما جعل الجامعة تسعى إلى منحها الفرصة تدريجيا عبر المرور بمباريات الهواة، ثم القسم الثاني، قبل أن تصل إلى القسم الأول.
لكن ما الذي تغير ليجعل الحكمة الدولية تغيب عن الساحة الاحترافية؟ يجيب لحرش بأن كربوبي، عندما تدير مباريات دولية، تقدم مستويات مميزة و تظهر قدرات تحكيمية عالية، لكن عند عودتها لمنافسات البطولة الاحترافية، يكون هناك تراجع في التركيز و الأداء. و هذا لا يعني الإقصاء، بل هو جزء من عملية التقييم التي يخضع لها جميع الحكام، رجالا و نساء، حيث يتم توجيههم إلى مستويات مختلفة وفقا لأدائهم الميداني.
و يشدد المسؤول التحكيمي على أن الجامعة لا تعامل كربوبي بتمييز إيجابي أو سلبي، بل يتم تطبيق القواعد نفسها التي تسري على الحكام الذكور، حيث يتم إنزال أي حكم إلى مستويات أدنى إذا لم يكن أداؤه في المستوى المطلوب، بهدف تحسين الجاهزية و استعادة التركيز.
لا شك أن تجربة بشرى كربوبي في التحكيم الذكوري فتحت الباب أمام جيل جديد من الحكام النساء، لكنها في الوقت ذاته تضعها أمام تحد مستمر لإثبات أحقيتها في إدارة المباريات الكبرى بنفس الجودة التي تظهر بها في الساحة الدولية. و مع اشتداد المنافسة و ارتفاع سقف التطلعات، يبقى السؤال مطروحا: هل ستكون كربوبي قادرة على العودة بقوة إلى مباريات القسم الأول، أم أن رحلة التدرج التي بدأتها ستتواصل حتى تصل إلى المستوى الذي يجعلها مرجعا في التحكيم المغربي، محليا و دوليا؟