عمود القلم المسموم بقلم : عادل الرحموني

تستعد المملكة المغربية لاستضافة بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، ليس فقط كحدث رياضي من الطراز الأول، بل كمناسبة استثنائية لتسليط الضوء على ثراء الثقافة والهوية المغربية، التي تمتزج فيها الأصالة والإبداع. وفي هذا السياق، تحتل المهن والحرف التقليدية مكانة بارزة، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من الهوية البصرية والاحتفالية للبطولة.

منذ قرون، اشتهرت المملكة المغربية بحرفها التقليدية التي تعكس عمق حضارتها وتنوع ثقافاتها. وتشمل هذه الحرف الزليج التقليدي، والنقش على الخشب، والنسيج اليدوي، وصناعة الفخار والنحاس، التي تعد بمثابة مرآة للتاريخ المغربي العريق.
في إطار كأس أمم إفريقيا 2025، حرصت اللجنة المنظمة على إدماج هذه الحرف في تصميم وتزيين الملاعب، الفنادق، ومناطق المشجعين. على سبيل المثال، سيتم تزيين بعض المرافق بزخارف الزليج المغربي الذي يمثل أحد أعظم الفنون المعمارية للمملكة، مما يمنح البطولة طابعًا فريدًا يمزج بين الرياضة والثقافة.

كما يظهر الحضور القوي للحرف التقليدية في التصميمات الخاصة بالبطولة، بما في ذلك الشعار الرسمي الذي يجسد زخارف الزليج ونقوشه الهندسية الفريدة. ومن المتوقع أن تحمل الميداليات والتذكارات لمسات مستوحاة من الحرف المغربية، مثل النقش على النحاس والزخارف الأمازيغية، لتكون ذكرى لا تُنسى لجميع المشاركين.
إلى جانب المباريات، ستكون الجماهير القادمة من مختلف دول إفريقيا والعالم على موعد مع تجربة ثقافية غنية، حيث ستُقام معارض تُبرز الحرف التقليدية في المدن المستضيفة، بما فيها الرباط، الدار البيضاء، مراكش، وأكادير. وستتيح هذه المعارض للزوار فرصة مشاهدة الحرفيين أثناء عملهم واقتناء منتجات أصيلة تمثل التراث المغربي.

علاوة على ذلك، ستُخصص فضاءات ثقافية في مناطق المشجعين لتقديم عروض فنية وموسيقية تعكس التنوع الثقافي للمملكة، مع التركيز على تقديم مزيج من الفنون العربية والأمازيغية والصحراوية التي تُشكل الهوية المغربية.
لا يقتصر الهدف من إدماج المهن والحرف التقليدية في كأس أمم إفريقيا 2025 على التعريف بالثقافة المغربية فحسب، بل يُعد رسالة للعالم عن قدرة كرة القدم على أن تكون جسرًا للتواصل الثقافي بين الشعوب. البطولة ستكون مناسبة لتوحيد القارة الإفريقية تحت شعار الفن، الثقافة، والرياضة.

بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب ليست مجرد حدث رياضي، بل فرصة لإبراز الهوية المغربية والاحتفاء بتراثها الغني من خلال المهن والحرف التقليدية. ستعيش الجماهير تجربة استثنائية، حيث ستجمع بين متعة كرة القدم وسحر الثقافة المغربية، لتبقى هذه النسخة واحدة من أبرز البطولات القارية التي تجمع بين الرياضة والأصالة.