المتابعة : مراسل: موقع ماتش بريس مالكي عيسي من وجدة

عاشت مدينة وجدة الألفية احتجاجات متصاعدة. فبعد أن انطلقت بشكل سلمي، تحولت في بعض لحظاتها إلى أعمال شغب وعنف، تمثلت في تخريب سيارات تابعة للدرك الملكي والأمن الوطني، إضافة إلى سيارات وممتلكات خاصة للمواطنين. وهو ما أثار تساؤلات عميقة حول الحد الفاصل بين المطالبة المشروعة بالحقوق وبين الفوضى والتخريب.
وجدة، بوصفها وجه الشرق المغربي، تعد من أكثر المدن المتضررة من مشاكل اجتماعية واقتصادية متراكمة:
– ضعف البنية التحتية في النقل.
– تدهور الخدمات الصحية.
– ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
– الغلاء المعيشي والركود التجاري.
هذه الأوضاع جعلت العديد من سكانها يصفونها بـ”مدينة الأموات”، في إشارة إلى غياب الحيوية الاقتصادية والاجتماعية مقارنة بمؤهلاتها.
لكن يبقى السؤال الجوهري: هل الحل في التخريب والعنف؟
الجواب بالتأكيد لا. فالاحتجاج حق مشروع، لكن سرقة الممتلكات وتدميرها لا يعكس صورة المواطن الشريف الذي يطالب بالعيش الكريم. بل إن مثل هذه التصرفات قد تخدم أجندات تسعى لإثارة الفتنة وزرع الفوضى داخل الوطن.
إن المغرب اليوم في حاجة إلى شباب متشبع بروح الوطنية، معتز بملكه وبلاده، مؤمن بشعار “الله، الوطن، الملك”. شباب يطالب بحقوقه بأسلوب حضاري وسلمي، ويساهم في بناء المستقبل بدل هدم الحاضر.
وختمًا، فإن التحديات التي تواجه مدينة وجدة والجهة الشرقية عامة، لا يمكن التغلب عليها إلا بالتلاحم بين الشعب والدولة، وبإرادة صادقة من المسؤولين، حتى ينعم المواطن المغربي بالكرامة والعدالة الاجتماعية.