المتابعة : عبد الواحد بلقاضي

استهلّ منتخب موريتانيا (المرابطون) مشاركته في بطولة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية 2025 بهزيمة مثيرة أمام نظيره الإيراني بنتيجة 4-5، في مباراة اتسمت بإهدار العديد من الفرص السانحة من جانب المرابطين، إضافة إلى غياب التركيز خلال الشوطين الأول والثاني. ورغم الانتفاضة القوية في الشوط الثالث، لم يتمكن الفريق من قلب النتيجة لصالحه.
وفرض المنتخب الإيراني هيمنته منذ الدقائق الأولى، حيث أنهى الشوط الأول متقدماً 1-4 بفضل ثنائية مهدي شيري وتسديدة قوية لعبد علي مختاري، إلى جانب هدف مبكر سجله من ضربة رأس مركزة. في المقابل، تمكن الشيخ بلخير من تسجيل هدف تقليص الفارق للمرابطين في نهاية الفترة الأولى.
في الشوط الثاني، أضاف مختاري هدف إيران الخامس، فيما نجح بلخير مجدداً في هز الشباك برأسية قوية قلّصت الفارق إلى 2-5، لكن الموريتانيين عجزوا عن استغلال فرص واضحة أمام المرمى الإيراني، ما أبقى النتيجة على حالها حتى نهاية الشوط.
رغم بدايتهم القوية ومحاولاتهم الجادة، أضاع المرابطون أكثر من خمس فرص خطيرة في الشوطين الأول والثاني، أبرزها تسديدة بلخير من وضعية انفرادية، ورأسية أنس أحمد التي ارتطمت بالعارضة. غابت الفاعلية الهجومية المطلوبة، كما عانى الدفاع من ضعف في التمركز ما منح الإيرانيين مساحات كافية لاستغلال الثغرات.

شهد الشوط الثالث صحوة واضحة من جانب المرابطين، حيث تمكن أحمدو بلال من تسجيل الهدف الثالث بعد هجمة منسقة، أعقبها ضغط مكثف أدى إلى هدف رابع أعاد الأمل إلى الفريق. حاول الموريتانيون إدراك التعادل حتى اللحظات الأخيرة، إلا أن غياب الدقة في اللمسة الأخيرة حال دون تحقيق ذلك، لتنتهي المباراة بانتصار صعب لإيران 4-5.
رغم الخسارة، أظهر المرابطون روحاً قتالية ومؤشرات إيجابية على امتلاكهم لمقومات المنافسة، خاصة في الشوط الثالث الذي قدّموا فيه أداءً مميزاً. يتعيّن على الجهاز الفني معالجة مشكلات إهدار الفرص السهلة وتعزيز الانسجام الدفاعي لتفادي استقبال الأهداف السهلة في المباريات المقبلة.
ويترقب الفريق مواجهة قوية في الجولة القادمة من المجموعة ب أمام منتخب البرتغال، حيث يأمل الموريتانيون في تصحيح المسار وتحقيق أول انتصار تاريخي لهم في البطولة.
أثبتت المباراة أن كرة القدم الشاطئية تعتمد بشكل كبير على التركيز واستغلال الفرص البسيطة، وهو ما افتقده المرابطون أمام إيران. ومع ذلك، تبقى آمال التأهل قائمة إذا ما تمكن الفريق من تطوير أدائه الهجومي والدفاعي، خاصة مع اقتراب مواجهات حاسمة في دور المجموعات، تتطلب أعلى درجات التركيز والجاهزية.