■ مراسل موقع ماتش بريس ؛ بضر بنعيش

في زمن تتقاطع فيه التحديات الأمنية والسياسية داخل القارة الإفريقية، تحضر نهائيات كأس أمم إفريقيا التي يحتضنها المغرب كموعد رياضي يتجاوز حدود المنافسة داخل المستطيل الأخضر، ليغدو فضاءً جامعاً لترسيخ قيم التآخي والوحدة وبناء مستقبل إفريقي أكثر تماسكاً.
وتأتي هذه التظاهرة القارية في ظرف دقيق، ما يمنحها بعداً رمزياً خاصاً، إذ تجمع شعوب إفريقيا على اختلاف ثقافاتها ولغاتها حول شغف مشترك، عنوانه كرة القدم، في مشهد يعكس قدرة الرياضة على كسر الحواجز وخلق مساحات للحوار والتقارب.
ويرى متابعون للشأن الدولي أن تنظيم المغرب لهذه النسخة يشكل امتداداً لنهجه القائم على توظيف الرياضة كقوة ناعمة، تسهم في نشر قيم السلم والتعاون داخل القارة. فالكرة، كما يذهب عدد من الخبراء، ليست مجرد لعبة، بل أداة تواصل قادرة على توحيد الشعوب وتجاوز رواسب الخلافات التاريخية.
وفي هذا السياق، يؤكد مختصون أن الروح الرياضية تظل جوهر المنافسات الكبرى، حيث تتحول الملاعب إلى منصات للتلاقي الإنساني، بعيداً عن الاصطفافات السياسية والاعتبارات الضيقة. كما تشكل البطولة فرصة لتجسيد رؤية مغربية هادئة تقوم على مبدأ الشراكة المتوازنة والتنمية المشتركة، في إطار مقاربة “رابح–رابح” تخدم مصالح القارة ككل.
ولا يقتصر أثر هذا الحدث على البعد الرمزي فقط، بل يمتد ليشمل تعزيز الدبلوماسية الرياضية، التي باتت اليوم عنصراً أساسياً في بناء جسور الثقة بين الدول الإفريقية. فالتقاء الجماهير، وتبادل الثقافات، والتفاعل داخل الفضاءات الرياضية، كلها عناصر تسهم في خلق دينامية جديدة للحوار والتفاهم.
كما يُنظر إلى كأس إفريقيا بالمغرب كفرصة لإعادة توجيه طاقات الشباب الإفريقي نحو التنافس الشريف والإبداع، بعيداً عن منطق الصراع، مع ترسيخ ثقافة قبول الآخر واحترام الاختلاف. وهي القيم نفسها التي قامت عليها المنافسات الرياضية منذ العصور القديمة، حين كانت الرياضة وسيلة لتعليق الخلافات وتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية.
ويجمع متابعون على أن نجاح هذا العرس الكروي يعكس مكانة المغرب داخل محيطه الإفريقي، كفاعل ملتزم بقضايا القارة، وداعم لمسارات الاستقرار والتنمية. فالوحدة الإفريقية، كما يؤكدون، تظل المدخل الأساسي لتحقيق الإقلاع الاقتصادي والسياسي المنشود، وكرة القدم تظل إحدى أقوى أدوات تحقيق هذا الهدف.
Matchpresse.com موقع الأخبار الرياضية المغربية,الافريقية,العربية,العالمية