تقرير : عادل الرحموني

أعلن الناخب الوطني خورخي فيلدا رودريغيز، يوم الثلاثاء الماضي 24 يونيو 2025، خلال ندوة صحفية بمركز محمد السادس لكرة القدم، عن اللائحة النهائية للمنتخب الوطني المغربي النسوي التي ستخوض غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات، المقررة في يوليوز المقبل. وقد كشفت اللائحة عن توجهات واضحة في الاختيارات التقنية والتكتيكية، ترتكز أساسًا على عامل الخبرة وتكريس الهيمنة المتواصلة للاعبات فريق الجيش الملكي، في مختلف الخطوط.
وتُظهر اختيارات فيلدا أن معيار الخبرة والتجربة كان حاسمًا في تحديد الأسماء المشاركة، حيث تم استبعاد أسماء شابة واعدة مثل نجاة بلحبيب (النهضة البركانية)، وغزلان شهيري (الجيش الملكي)، إلى جانب محترفتين بالدوري الفرنسي هما جاد ناسي وإيمان توريس، وهو ما يعكس رغبة المدرب في الاعتماد على لاعبات لديهن حضور قوي وتجربة سابقة في المحافل القارية والدولية.
وضمّت اللائحة أربع حارسات، بقيادة خديجة الرميشي (الجيش الملكي) كخيار أول، تليها هند الحسناوي، في حين تم الاحتفاظ بالشابتين أرويسة والجبراوي، حارستي منتخب أقل من 20 سنة، بهدف إعدادهما للمرحلة المقبلة واكتساب المزيد من الخبرة في البطولات الكبرى.
وفي خط الدفاع، اختار فيلدا ثماني لاعبات، سبع منهن سبق لهن المشاركة في كأس إفريقيا وكأس العالم، مما يعزز بعد التجربة للخط الخلفي. أربع لاعبات من الجيش الملكي يشكلن العمود الفقري : زينب رضوان، عزيزة رباح، نهيلة بنزينة وسهام بوخامي، إلى جانب حنان آيت الحاج التي يمكن اعتبارها خامسة من الفريق العسكري. تبرز أيضًا ياسمين أمرابط كلاعبة متعددة الأدوار في الوسط والدفاع، وصباح الصغير كورقة احتياطية فعالة في الجهة اليسرى. وحدها سومية هدي من الوداد تمثل خارج هذا السياق، قادمة من منتخب الفوتصال.
اختيارات الوسط تعكس سعي المدرب نحو التوازن التكتيكي، فتم المزج بين لاعبات بمهام دفاعية بحتة مثل كاسي، النقاش، ونجاة بدري، ولاعبات يمتلكن بعدًا هجوميًا وإبداعيًا مثل الشباك، الحماري، بوكرش، والغزواني، فيما تعتبر سناء مسودي لاعبة الوسط القادرة على كسر الخطوط وابتكار الحلول الفردية. التركيبة تمنح إمكانية تغيير خطط اللعب حسب مجريات المباريات.
في الشق الهجومي، اعتمد فيلدا على ست مهاجمات، ثلاث منهن أجنحة سريعة ومهارية: التاكناوت، أوزراوي، وإيمان سعود. تتميز هؤلاء اللاعبات بقدرتهن على الاختراق والتمرير العرضي، مما يدعم أسلوب اللعب السريع. أما ابتسام جرايدي، فتبقى الهدافة المحورية بقوة تمركزها وطلبها الذكي للكرة في العمق. وفي خانة البدائل الهجومية، برزت كل من كنزة شابيل ورانية بوطيبي كورقتين لتغيير مجرى اللقاء عند الحاجة.
ورغم التماسك الظاهري في اللائحة، إلا أن هناك ملاحظات تستحق الوقوف عندها:
– الدفاع الموضعي (La défense placée) لا يزال يعاني من ثغرات، خصوصًا في التنظيم الجماعي والتكامل بين الخطوط.
– هناك خلل في التحول من الهجوم إلى الدفاع، حيث يُلاحظ ضعف في التمركز والتغطية أثناء فقدان الكرة.
-الفريق يعاني من ضغط الخصم المباشر، وهو ما يؤدي إلى ارتباك وسوء تمركز قد يكلف أهدافًا في المباريات الحاسمة.
المنتخب الوطني النسوي يدخل كأس أمم إفريقيا 2025 بتشكيلة يغلب عليها عنصر الخبرة، مدعومة بقاعدة عريضة من لاعبات الجيش الملكي، مما يعكس توجهًا نحو الاستقرار والرهان على عناصر مألوفة للطاقم الفني. ومع ذلك، تبقى المنظومة الدفاعية، والتحولات بين الخطوط، وأسلوب الضغط أبرز التحديات التقنية التي يتعين على الطاقم العمل على تحسينها قبل انطلاق المنافسات القارية.
كل التوفيق للبؤات الأطلس في رحلتهن نحو اللقب الإفريقي.