المتابعة : عادل الرحموني

تستعد جهة فاس مكناس لاحتضان مواجهة استثنائية، مساء يوم الأحد القادم 28 شتنبر 2025، بين الغريمين التقليديين المغرب الفاسي (الماص) والنادي المكناسي (الكوديم)، في ديربي يتجاوز حدود التنافس الكروي، ليشكل حدثاً بارزاً يعكس وحدة تاريخية وجغرافية واجتماعية، ويؤكد مكانة الجهة كقلب المغرب العريق ومحرك أساسي للتنمية عبر الرياضة.
وقد يختلف المتابعون حول توصيف اللقاء كـ”ديربي”، لكن الحقيقة أن فاس ومكناس تجمعهما روابط عميقة تمتد عبر التاريخ، من خلال مكانتهما كعاصمتين تاريخيتين للمملكة المغربية. واليوم، يتحول هذا اللقاء إلى منصة لإبراز إمكانيات المنطقة، سواء على المستوى الرياضي أو التنموي أو السياحي.
وأثبتت التجارب أن كرة القدم أصبحت أكثر من مجرد لعبة؛ فهي وسيلة للتأثير الإيجابي وصناعة الفخر الجماعي. من هنا، يُنظر إلى ديربي فاس مكناس كفرصة للترويج للجهة، وتحفيز الاستثمارات في البنية التحتية، ودعم قطاع السياحة الرياضية، خصوصاً أن المنطقة تستعد لاحتضان تظاهرات كبرى مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 ومونديال 2030.
ورغم ما تحمله المواجهة من شغف وحماس، يبقى الرهان الأكبر هو الحفاظ على الروح الرياضية. فقد رفعت جماهير الفريقين شعاراً موحداً يعكس التلاحم الأخوي:
“كي فاس كي مكناس، الروح الرياضية هي الأساس… ديما خوت.”
شعار يلخص رسالة الأجيال الجديدة من المشجعين: التنافس ينتهي بصافرة الحكم، لكن روابط الأخوة والانتماء للوطن تبقى أقوى وأدوم.
مقومات تجعل الديربي حدثاً وطنياً :
– تاريخ كروي عريق وتجارب متراكمة.
– جماهيرية كبيرة وقاعدة مشجعين شغوفة.
– بنية تحتية قابلة للتطوير والتحديث.
– طاقات شبابية طموحة وأفكار مبتكرة.
هذه العناصر تجعل من ديربي فاس مكناس لحظة مفصلية في مسار كرة القدم المغربية، وخطوة نحو مستقبل يربط الرياضة بالتنمية المستدامة.
كما توحد هضبة سايس بين مدينتي فاس ومكناس، فإن شباب الجهة قادرون على جعل هذا الديربي مثالاً يحتذى به في التنافس الشريف، رافعين شعار الأمل والطموح. ففي النهاية، يظل الانتصار الحقيقي هو للروح الرياضية والوحدة الوطنية.