الأربعاء ,3 شتنبر 2025
آخر الأخبار

دور المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز الصورة الرياضية للمغرب : تكامل أم منافسة مع الصحافة الرياضية؟

بقلم الصحفي والإعلامي : عادل الرحموني

أضحى المؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي قوى ناعمة لا يُستهان بها في المشهد الإعلامي المغربي ، خاصة في المجال الرياضي ، من الترويج لنجاحات فرق ومنتخبات وأبطال إلى بث حماسة المشاركين في البطولات الكبرى ، بات لهم تأثير واضح في تكوين الصورة الرياضية للمملكة المغربية ، سواء داخليًا أو خارجيًا.

وقد شهد المغرب حضورًا لافتًا للمؤثرين في الأحداث الرياضية الوطنية والدولية ، خاصة خلال مباريات المنتخب الوطني المغربي وحضورهم في عدة فعاليات : كأس العالم – قطر 2022، كاس أفريقيا – الكوت ديفوار 2023…، لقد شاركوا لحظات المشاهدة والتفاعل مع الجمهور المغربي ، مما ضاعف من انتشار المشهد الرياضي بين الشباب.

وتفاعل المؤثرين مع الجماهير المغربية خلق حالة من الحماس الوطني ، وجَعله أداة فعالة لتسويق صورة المملكة المغربية ، داخلها وخارجها ، من جانب آخر ، ساعد هذا التفاعل في نقل مغزى “المغرب أرض التحدي” و”المغرب مملكة الأنوار” إلى الجمهور الدولي.

فهل يقوم المؤثرون مقام الصحافة الرياضية المغربية…؟

لا يزال الصحافيون الرياضيون يحتفظون بدور حيوي في توفير التغطيات المهنية والتحليلية ، فقد أعرب كثيرون عن أن تغطية المؤثرين ، رغم أهميتها ، قد تفتقر أحيانًا للحيادية والمعايير الصحفية.

ومع ذلك ، يرى آخرون أن المؤثرين ، بعفويتهم وقربهم من الجمهور المغربي ، يضيفون بعدًا إنسانيًا وجماهيريًا للتغطية ، خاصة عندما تكون الجهات الإعلامية التقليدية غائبة أو محدودة التغطية.

والواقع أن المؤثرين لا يحلون محل الصحافة الرياضية ، بل يكملونها فقط… فبينما يقدم الإعلام الرياضي التغطيات الرسمية والتحاليل المتعمقة ، يضفي المؤثرون روحًا وحماسًا ويصلون إلى الجمهور الشبابي عبر محتوى تفاعلي وبسيط.

وهذا التعاون يُستثمر حاليًا في أوساط رسمية ، مثل اتفاقية شراكة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمكتب الوطني المغربي للسياحة ، التي تستفيد من القوة الناعمة للرياضة في الترويج السياحي والرياضي للمملكة المغربية.

في كأس أمم إفريقيا ، مثالًا ، تصرف المؤثرون كـ”سفراء ثقافيين” ، يعكسون جوانب من التراث المغربي مع إبراز روح الرياضة ، أظهروا الموسيقى التقليدية ، الملابس المغربية ، وكأنهم يعيدون تقديم الهوية الوطنية وسط أجواء احتفالية.

وتعمل الأوساط الإعلامية على تطوير الإعلام الرياضي الوطني لمواكبة الطموحات المرتبطة بتنظيم مونديال 2030 ، من خلال تأهيل الكفاءات الصحفية وتحفيز صناعة المحتوى الرياضي المهني.

فالمؤثرون الرياضيون في المغرب يقدمون بعدًا جديدًا من الحضور والتفاعل ، ويُعدّون محفزًا إعلاميًا لا غنى عنه ، لكنهم ليسوا بديلًا للصحافة الرياضية المغربية بدلاً من ذلك ، يشكّلون جانبًا تكميليًا يتكامل مع الإعلام الرسمي ، في ظل عالم رقمي يتسارع فيه إيقاع انتشار المحتوى وتفاعل الجمهور المغربي نحو إعلام رياضي مغربي محسّن وموحد.

شاهد هنا أيضا

حادث خطير يتعرض له وادو بجنوب إفريقيا

تعرض المدرب المغربي عبد السلام وادو، مدرب نادي أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، لحادث مروري خطير رفقة طاقمه التقني بعد مباراة ضد تشيبا يونايتد. تعرّف على تفاصيل الحادث وحالة وادو الصحية.