ثلاث رؤى تتنافس على قيادة الرجاء الرياضي نحو مستقبل احترافي

المتابعة : عادل الرحموني

مع اقتراب موعد الجمع العام لنادي الرجاء الرياضي، والمقرر يوم 7 يوليوز 2025، يحتدم التنافس بين ثلاثة مرشحين بارزين لرئاسة الفريق: عبد الله بيراوين، الرئيس الحالي؛ سعيد حسبان، الرئيس الأسبق؛ وجواد الزيات، الذي تولى قيادة النادي بين 2018 و2021.

كل مرشح يقدّم مشروعًا رياضيًا يحمل رؤية متكاملة لإخراج الرجاء من أزماته المالية والمؤسساتية، وضمان انتقال منظم نحو صيغة الشركة الرياضية، التي باتت خيارًا استراتيجيًا في إطار السياسة الوطنية الجديدة لتأهيل الأندية.

1. عبد الله بيراوين: خيار الاستمرارية والإصلاح من الداخل

الرئيس الحالي، عبد الله بيراوين، يترشح للاستمرار في مهمته على رأس النادي، مستندًا إلى خبرة تزيد عن 35 سنة داخل الرجاء، منها فترات مسؤولية مباشرة في التسيير. يطرح نفسه كمرشح مسؤول جاء في لحظة أزمة، ويواصل اليوم مشروعًا بدأه بإصلاحات جذرية في البنية المالية والقانونية للنادي.

أبرز ملامح مشروعه:

– تحول استراتيجيًا في إدارة النادي، من خلال تطوير المجال الرقمي، الذي وصفه بمصدر دخل واعد،

– وضع هيكلة جديدة تشمل تعيين مدير رياضي

– تفعيل آليات الحكامة بما ينسجم مع التوجه نحو تأسيس شركة رياضية.

بيراوين يعتبر أن مشروعه إصلاحي بالأساس، وأنه وضع أسسًا متينة لأي إدارة مستقبلية، مشددًا على أن ترشحه لا يرتبط بالطموح الشخصي، بل بالإحساس بالواجب في مرحلة حساسة من تاريخ النادي.

2. سعيد حسبان: خيار الانتقال المؤسساتي والتحول الهادئ

عاد سعيد حسبان، الرئيس الأسبق (2016-2018)، إلى المشهد الانتخابي بمشروع يعتبره ثمرة عمل جماعي انطلق منذ مطلع 2025. يقدم نفسه كرجل أزمات، يمتلك القدرة على إدارة الفترات المعقدة، ويطمح اليوم إلى إعادة هيكلة النادي بهدوء ودون صدامات.

أبرز ملامح مشروعه:

– انتقال تدريجي ومدروس من نظام الجمعية إلى الشركة الرياضية، مستوحى من نموذج نادي بيراميدز المصري.

– تكوين طاقم متنوع من شخصيات وازنة في ميادين الاقتصاد، القانون، الطب، والتسيير الرياضي.

– إشراك حقيقي للمنخرطين كدعامات للمشروع، مع تأكيد دور الجماهير كمستثمر أول في النادي.

– الانفتاح على الشراكات الاقتصادية دون المساس بالهوية التاريخية للرجاء.

حسبان يؤكد أن رئيس الجمعية فقد معظم صلاحياته بعد تأسيس الشركة، وأن مهمته اليوم هي مرافقة النادي مؤسساتيًا وقانونيًا. كما يشدد على احترام القوانين الداخلية وعدم استغلال المنخرطين لأغراض انتخابية.

3. جواد الزيات: خيار الهيكلة الحديثة والرؤية الاستثمارية

المرشح الثالث، جواد الزيات، يعود إلى السباق الرئاسي بعد تجربة ناجحة بين 2018 و2021، تُوجت خلالها الرجاء بألقاب قارية ومحلية. يطرح مشروعًا طموحًا يقوم على تحويل النادي إلى شركة رياضية متقدمة، مدعومة باستثمار مالي ضخم وهيكلة عصرية.

أبرز ملامح مشروعه:

– تأسيس شركة رياضية برأسمال يبلغ 250 مليون درهم (100 مليون من الجمعية و150 مليون من شركاء اقتصاديين).

– تشكيل مجلس إدارة مشترك بين الجمعية والمستثمرين لضمان التوازن بين الرؤية الرياضية والمالية.

– رفع رقم معاملات النادي إلى 300 مليون درهم سنويًا، وتحقيق توازن مالي خلال ثلاث إلى أربع سنوات

– العمل على أربعة محاور استراتيجية:

1- إعادة هيكلة الإدارة

2- تقوية التكوين وتصعيد المواهب

3- تنويع مصادر الدخل

4- تطوير آليات الحكامة والتدبير المالي

الزيات يعتبر أن المرحلة تقتضي “قفزة مؤسساتية”، ويؤمن بأن نموذج الشركة الرياضية هو الطريق الوحيد لإنقاذ الرجاء من التسيير الارتجالي، مع الحفاظ على دور الجمعية كضامن للمشروعية والمراقبة.

الرجاء أمام مفترق طرق: بين الاستمرارية والتغيير

في ظل ما يعيشه نادي الرجاء من تحديات مالية وهيكلية، لا يبدو الصراع الانتخابي مجرد منافسة شخصية، بل هو اختبار حقيقي لثلاث رؤى متباينة لمستقبل نادٍ يملك إرثًا رياضيًا وجماهيريًا عريقًا.

المنخرطون، باعتبارهم الهيئة الناخبة، سيكونون أمام مسؤولية تاريخية لاختيار القيادة الأنسب، انطلاقًا من مدى واقعية البرامج، واستعداد أصحابها لتحويل الأقوال إلى أفعال.