تجاوب واسع لأرباب المحلات والمقاهي مع حملة تحرير الملك العمومي بمدينة حد السوالم

بقلم الصحفي والناقد : عادل الرحموني

في مشهد حضاري يعكس الوعي الجماعي وروح المسؤولية، شهدت مدينة حد السوالم انخراطًا واسعًا وتجاوبًا كبيرًا من أرباب المحلات التجارية والمقاهي، في إطار الحملة المحلية الهادفة إلى تحرير الملك العمومي من مظاهر الاحتلال غير القانوني، وذلك تحت إشراف السلطة المحلية التي تقود هذه المبادرة بتنظيم وحزم.

ووفق ما عاينته فعاليات جمعوية ومتابعون محليون، فإن أرباب المحلات التجارية والمقاهي المخالفين سارعوا إلى إزالة التعديات والإنشاءات المؤقتة التي كانت تحتل الأرصفة والمساحات العمومية، فور تلقيهم الإنذارات من رجال السلطة، ودون تسجيل أي مقاومة أو احتجاج يُذكر.

وقد عبر عدد من الفاعلين المحليين عن ارتياحهم لهذا التفاعل الإيجابي، معتبرين أن الاستجابة السلسة دليل على وعي التجار والمواطنين بأهمية احترام الفضاء العام وضرورة الحفاظ على النظام وجمالية المدينة.

تتم الحملة تحت قيادة مباشرة من رجال السلطة المحلية بمدينة حد السوالم، وبمواكبة من أعوان السلطة والقوات المساعدة، حيث حرصت السلطات على توجيه إنذارات شفوية وكتابية للمخالفين، قبل الشروع في أي تدخل ميداني، مما أتاح هامشًا للتجار لتصحيح أوضاعهم طوعًا.

ويُحسب لهذه المقاربة طابعها التشاركي وغير التصادمي، ما ساهم في إنجاح العملية دون اضطرابات، وفي أجواء من الانضباط والمسؤولية.

وقد خلفت هذه الخطوة صدى إيجابيًا لدى ساكنة حد السوالم والمجتمع المدني المحلي، الذين نوهوا بطريقة تدبير الحملة، مطالبين في الآن ذاته بـ:
• استمرار الحزم والتتبع الميداني للحفاظ على المكتسبات.
• وضع حلول بديلة ومنظمة لأصحاب الأنشطة التجارية الصغرى.
• تحسين التنسيق بين السلطات والمجتمع المدني لضمان فعالية مستدامة.

تؤكد هذه التجربة الناجحة في حد السوالم أن تحرير الملك العمومي ليس صراعًا بين السلطة والمواطن، بل مسؤولية جماعية تهدف إلى تحسين ظروف العيش، وضمان الأمن والراحة في الفضاء العام، بما يخدم مصالح الجميع دون استثناء.