المتابع : مراسل موقع ماتش بريس – قدور الفلاحي

مع انطلاق العد التنازلي لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025 التي تستضيفها المملكة المغربية،وجد الدوري الاحترافي المغربي لكرة القدم نفسه أمام توقّف إجباري ستتجاوز مدّته شهراً كاملاً،وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول انعكاسات هذه الفترة على دينامية المنافسة،سواء على مستوى فرق مقدّمة الترتيب التي وقّعت على شطر أول مميز، أو الفرق التي تعيش على وقع النتائج السلبية في أسفل الترتيب.
أولاً: الفرق المتصدّرة، بين فقدان الزخم وفرصة إعادة البناء:
دخلت أندية مقدّمة ترتيب الدوري الإحترافي بقسميه،الشطر الأول من المنافسة بحماس وثبات،ونجحت في فرض إيقاع قوي جعلها تتصدّر المشهد داخل البطولة الاحترافية المغربية،إلا أنّ التوقّف الطويل قد يشكّل سلاحاً ذا حدّين بالنسبة لها.
فمن جهة،يهدّد هذا التوقّف نسقها العالي ويكسر الإيقاع الذي بنته عبر أسابيع من الانتصارات،خصوصاً بالنسبة للأندية التي تعتمد على الانسجام الجماعي والثبات التكتيكي كمفتاح للنتائج.كما أن استدعاء بعض العناصر للمنتخبات الإفريقية أو حتى للمنتخب الوطني للمحليين قد يربك تحضيرات العودة ويعرّض خطط المدربين للتعديل القسري.
ومن جهة أخرى،يحمل التوقف في طياته فرصة لاسترجاع الأنفاس وتصحيح الهفوات التي ظهرت في آخر الجولات من الشطر الأول للبطولة، خاصة على المستويين البدني والدفاعي. ويمكن للمدربين استغلال هذه الفترة في برمجة مباريات ودية ذات قيمة تقنية، و إعادة شحن اللاعبين الذين خاضوا الجزء الأول من الموسم بكثافة كبيرة.
ثانياً: الفرق المتعثرة، هامش جديد للترميم وتصحيح المسار:
على الطرف الآخر من الترتيب العام للدوري المغربي الإحترافي الأول والثاني،يبدو التوقّف كنافذة إنقاذ للفرق التي لازالت تبحث عن هويتها داخل المنافسة،والتي عانت من توالي النتائج السلبية وصعوبة إيجاد التوازن.
التوقف سيمنح هذه الأندية فرصة ذهبية لإعادة ترتيب البيت الداخلي، سواء عبر تقييم العمل التقني أو إدخال تعديلات على التركيبة البشرية خلال فترة الانتقالات الشتوية. كما يمكّن الطاقم الفني من الاشتغال بعيداً عن الضغط النفسي الذي تفرضه سلسلة الهزائم، ومحاولة إعادة بناء الثقة داخل المجموعة، خصوصاً عند الأندية التي تعاني من ضعف فعالية الخط الأمامي أو هشاشة الدفاع.
غير أنّ الجانب المالي يبقى تحدّياً حقيقياً أمام بعض هذه الفرق،نظراً لغياب مداخيل المباريات خلال فترة التوقف، وهو ما قد يؤثر على صفقات دعم التشكيلة وعلى جودة التحضير للفترة القادمة.
ثالثاً: سيناريوهات ما بعد كأس إفريقيا صراع جديد بإيقاع أعلى:
من المرتقب أن تعود عجلة الدوري الإحترافي بقسميه للدوران بإيقاع مرتفع، نظراً لتراكم المباريات بعد كأس إفريقيا،ما سيزيد من قيمة العمق البشري داخل كل نادٍ. الفرق التي أحسنت استغلال فترة التوقف، واشتغلت على الجانب البدني و الذهني،ستكون أكثر جاهزية لخوض سباق العودة،بينما ستجد الفرق التي لم تُحسن تدبير هذه المرحلة نفسها أمام ضغط مضاعف.
كما أن المنافسة على الصعود ستعرف صراعاً محتدماً، في وقت ستدخل فيه الفرق المهددة بالنزول مرحلة «حياة أو موت»، ما يجعل الشطر الثاني من الموسم الرياضي الحالي2026\2025 مفتوحاً على كل الاحتمالات.
ومن تم يبقى توقّف الدوري الاحترافي المغربي خلال فترة كأس إفريقيا 2025 محطة مفصلية في مسار الموسم الكروي،حيث سيحدّد مدى تأثيرها على جدول الترتيب. وإذا كانت الفرق المتصدّرة مطالبة بالحفاظ على تركيزها واستعادة زخمها عند الاستئناف، فإن الفرق المتعثّرة أمامها فرصة لإعادة ترتيب أوراقها قبل دخول الأشواط الحاسمة من المنافسة.
في نهاية المطاف، من يستتمر المرحلة بذكاء،سيحصد النتائج عند العودة.
Matchpresse.com موقع الأخبار الرياضية المغربية,الافريقية,العربية,العالمية