الأحد ,17 غشت 2025
آخر الأخبار

المغرب لا يستورد الجودة… بل يصنعها بخبراته…

بقلم : الصحفي والناقد الرياضي : عادل الرحموني

في إطار استعداداته لاستضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا للمنتخبات وكأس العالم” مونديال 2030″ ، تقف المملكة المغربية اليوم كبطلٍ بارز في صناعة البنيات التحتية الرياضية ، محققة قفزة نوعية في جودة البناء والهندسة الفنية ، هذا التألق لا يقتصر على التصاميم المعمارية ، بل يمتد إلى الأداء التقني ، حيث يثبت الحرفيون المغاربة أن كلمة “صُنع في المغرب” صارت رمزًا للدقة والتميز.

الشركة الوطنية لإنجاز وتسيير المنشآت الرياضية (SONARGES) تلعب دورًا محوريًا في إنجاز هذا التحدي : ستة ملاعب كبرى تم إعادة تأهيلها أو إنشاؤها بالكامل لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 ، بنسبة مشاركة أيادي محلية وصلت إلى 99٪ في شركات البناء.

من أبرز المشاريع :
ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط : إنجاز يُرشحه لرقم قياسي في كتاب غيينيس بأسرع مدة بناء (ثمانية أشهر فقط) ، بسعة تقارب 68,700 متفرج.
الملعب الكبير بطنجة : توسعت سعته وتم تحويله إلى ملعب ذكي ومتطور ، تشمل تحسينات تقنية واسعة.
ملعب الحسن الثاني في بنسليمان : بتكلفة تصل إلى مليار درهم ، وسعة خيالية بـ115,000 متفرج ، وسيفتتح عام 2028.

من الناحية التقنية ، يجلى التميّز المغربي عبر عناصر متقدمة في التصنيع والجودة :
• الاعتماد على أنظمة لحام متطورة مثل MIG/MAG لضمان دقة وصلابة الهيكل المعدني.
• تطبيق اختبارات غير إتلافية (CND) لضمان جودة الفولاذ وسلامة الوصلات.
• الالتزام بالمعايير الأوروبية EN 1090 في مراحل التصنيع والتجميع.
• حماية الهياكل من الصدأ عبر الطلاء الصناعي والجلفنة.
• قدرة على تنفيذ وصلات فولاذية ضخمة ضمن زمن تقني مشدد ، ضمنت تركيب جسور المشاة والأسقف المعدنية والمدرجات المتنقلة في ملاعب كـ :
• ملعب مجمع الامير مولاي عبد الله بالرباط
• ملعب الهوكي بالرباط
• ملعب البريد بالرباط.

هذه التفاصيل التقنية لم تُذكر فقط كإسهام رمزي في البنية التحتية الوطنية ، بل كمكونات فعلية تُشكّل العمود الفقري لملاعب متينة وآمنة ومتكاملة.

ويمتد الإنجاز المغربي إلى ما وراء الحفر والبناء ، ليشمل رؤية مستدامة :
• المشاريع الحالية ليست فقط لتغطية أحداث دولية ؛ بل مصممة لتكون محركات تنموية دائمة ضمن النموذج التنموي الجديد للمملكة.
• تعبئة 52 مليار درهم لبناء وتطوير البنية الرياضية ، مع خطة لجعل الملاعب مربحة ومفعّلة طيلة العام.
• الشمول الرقمي والبيئي : ملاعب ذكية ، موصولة بالإنترنت ، بنظام تحكم وإنذار يتماشى مع المعايير الدولية.

واشاد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) بالتطور الكبير في البنى الرياضية المغربية ، مشيرًا إلى أن جودة المرافق أثارت الإعجاب منذ زيارة الوفد الهام المكون من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس الاتحاد الافريقي للعبة خلال الزيارة الأخيرة. كما اعتبر الأمين العام للاتحاد : أن التطور الرياضي هو سبب رئيسي في نجاح ملف استضافة كأس العالم 2030.

“المغرب لا يستورد الجودة… بل يصنعها بخبراته” هذا ليس شعارًا بل واقعًا ملموسًا… من تقنيات اللحام المتقدمة إلى الالتزام بالمعايير الدولية ونشر المعرفة محليًا ، يقدم المغرب نموذجًا حضاريًا في صناعة البنية الرياضية… ليس فقط من حيث الجودة ، بل في الروح الوطنية التي تقود الصناعات الاستراتيجية… مستقبل المملكة الرياضي بُني بالحرفية والإتقان : صنع مغربي ، أمام العالم.

شاهد هنا أيضا

بلاغ لجنة الأخلاقيات للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم

بلاغ لجنة الأخلاقيات للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم