المتابعة من تزنيت / عبد الرحيم أوخراز.

بالقلب النابض لمدينة تزنيت، عرفت ساحة المشور، افتتاح فعاليات النسخة 13 من مهرجان تيميزار، بحضور السيدات والسادة: الحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني وطارق صديق المدير العام لدار الصانع، عبد الرحيم الجوهري عامل إقليم تزنيت، سعدية كردوس نائبة رئيس جهة سوس ماسة، وحضور وازن للمصالح الخارجية والامنية والمنتخبون.

وللمرة الأولى تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يجدد مهرجان تيميزار، في دورته الـ13، تأكيد مكانته كمعلم ثقافي واقتصادي وطني، معززًا البصمة الحرفية لتزنيت كعاصمة للفضة.

هذا، وقد شهد حفل الافتتاح زيارة معارض الصناعة التقليدية وخاصة صياغة الفضة والمنتوجات المجالية، التي أتيح من خلالها للحضور التعرف على آخر الابتكارات في الحلي الفضية، ومتابعة أروقة العارضين من مختلف مناطق المغرب، وقد شهد حفل الافتتاح ايضا عرض تحفة الدورة 13: “الحذاء التقليدي المرصع بالفضة”، وهو من نوع “البلاغي” التقليدية المعروفة محليا بـ”إدوكان”، من إبداع المعلم الحرفي أحمد الكرش. يبلغ طول الحذاء 70 سم وعرضه 33 سم وارتفاعه 33 سم، وقد زُين بأزيد من 2.3 كلغ من الفضة الخالصة والأحجار الكريمة، باستخدام تقنيات فيليغرام والنقش والطلاء الزجاجي. وتمثل هذه التحفة الفنية تجسيدا حيّا لتاريخ المدينة الضارب في عمق الحرفية المغربية الأصيلة.

وباحدى الفنادق المصنفة بالاقليم، حضر الجميع الحفل الرسمي لانطلاق المهرجان، تخلله تبادل كلمات وتكريم احد الصناع التقليديين في مجال صياغة الفضة وهو رحوم بوجمعة الذي ابدع منذ نعومة أظافره في هذا المجال خلال ستينيات القرن الماضي، كما تم تبادل الهدايا والتدكارات بين المسؤولين الحاضرين،

هذا، ويضم برنامج هذه الدورة، إلى جانب المعرض الذي يشارك فيه مغاربة وأجانب متحفا للفضة وورشات حية توضح تقنيات وتقليد الصياغة الفضية.
وتتخلل فعاليات المهرجان عروض فنية وسهرات موسيقية تحييها فرق شعبية وفنانون مغاربة مرموقون، إضافة إلى عروض في الفروسية التقليدية (التبوريدة) تعكس التراث المغربي الأصيل، وتنظيم ندوة وطنية حول صياغة الحلي والمجوهرات وسيختتم المهرجان بعرض أزياء بمشاركة نخبة من المصممين والفنانين، حيث سيتم دمج المنتوج الفضي في تصاميم عصرية مستلهمة من الثقافة المغربية.

ومن أبرز فقرات المهرجان أيضا، تنظيم الدورة الثانية لجائزة عبد العزيز الأبيض للصحافة والإعلام، والتي تكرم أحسن تغطية إعلامية تناولت موضوع: “الصياغة الفضية، هوية إبداع وتنمية”. وتأتي هذه الجائزة تكريما لروح الراحل عبد العزيز الأبيض، أحد أعمدة مهرجان تيميزار ومؤسسيه، الذي بصم تاريخ الصناعة الفضية بمدينة تيزنيت ومارس الإعلام والصياغة بحب واحتراف.
ويختتم برنامج المهرجان بتنظيم مسابقة “الصانع المبتكر”، والتي تهدف إلى تشجيع الابتكار والإبداع في صفوف الصناع التقليديين الشباب، وتعزيز قدراتهم على تطوير منتجات تواكب تطلعات السوق وتحتفظ في الآن ذاته بعبق التراث.

بهذا التظافر بين التقاليد والابتكار، يواصل مهرجان تيميزار تألقه كمنصة لإبراز غنى التراث المغربي، وتثمين منتوجات الفضة التي جعلت من تيزنيت عاصمة وطنية للصياغة التقليدية، ووجهة مفضلة للزوار والمهتمين من داخل المغرب وخارجه.