المتابعة: نور الدين شلو – مراسل ماتش بريس، مكناس.

شهدت مدينة مكناس، خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 26 يوليوز، أجواء احتفالية مميزة بمناسبة عيد العرش المجيد، من خلال فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان “عيساوة: مقامات وإيقاعات عالمية”، الذي تألق هذه السنة بحلة جديدة ونقلة نوعية غير مسبوقة، جعلت منه مهرجانًا بطابع عالمي بامتياز.
وقد اعتبر متتبعون ومهتمون أن هذه الدورة تشكل منعطفًا تاريخيًا في مسار المهرجان، بفضل التغييرات الكبرى التي طرأت عليه، سواء من حيث التنظيم أو البرمجة الفنية. فبعد أن كانت العروض تقتصر في السابق على قاعة المنوني وبمشاركة طوائف عيساوية فقط، توسعت دورة هذه السنة لتشمل أربع منصات موزعة على فضاءات مختلفة، أبرزها منصة باب منصور بساحة الهديم، التي وُصفت بأنها الأكبر على المستوى الوطني، إذ استقطبت أزيد من 100 ألف متفرج في كل عرض.

عرف المهرجان مشاركة فنية وازنة، جمعت بين الأصالة والمعاصرة، حيث أمتع الجمهور فنانون من العيار الثقيل، من بينهم رامي عياش، نعمان لحلو، حاتم عمور، مجموعة أش كاين، نبيلة معن، الزبادي، إضافة إلى فرق صوفية عيساوية من مختلف أنحاء المغرب.
وأجمع الفنانون والإعلاميون والجمهور الحاضر على نجاح هذه الدورة بكل المقاييس، معتبرين أنها نقطة انطلاق نحو مهرجان عالمي قادر على منافسة كبريات المهرجانات المغربية، واستقطاب أسماء فنية دولية في المستقبل، لما لمسه الجميع من تنظيم محكم وتفاعل جماهيري استثنائي.

من الناحية الأمنية، سجل المهرجان نجاحًا كبيرًا، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بمكناس من تأمين الأجواء العامة وضمان سير الفعاليات دون أي اختلالات، ما ساهم في خلق بيئة آمنة للفرجة والاستمتاع.
كما حظيت هذه الدورة بتغطية إعلامية واسعة، داخل وخارج الوطن، حيث تابع فعالياتها عبر المنصات الرقمية ما يفوق مليوني مشاهد، بينما فاق عدد الحاضرين في مختلف الفضاءات خلال أيام المهرجان 500 ألف زائر.

أرقام وإشادات تؤكد أن دورة 2025 من مهرجان عيساوة كانت ناجحة بكل المقاييس، ما يرفع سقف التوقعات للدورات المقبلة ويكرس مكناس كوجهة ثقافية وفنية بارزة على الساحة الوطنية والدولية.
