تغطية مباشرة من وجدة : مراسل موقع ماتش بريس – مالكي عيسى

شهدت مدينة وجدة مساء أمس حدثًا إنسانيًا وثقافيًا مميزًا، تمثل في افتتاح النسخة الأولى من معرض “فضاء الطفل في وضعية إعاقة”، ضمن فعاليات مهرجان الأمل للأشخاص في وضعية إعاقة. الحدث شكّل لحظة مؤثرة جمعت بين البراءة، الإبداع، ورسائل مجتمعية عميقة.
وجاءت الأمسية في أجواء دافئة، حيث امتلأت جنبات الفضاء بضحكات الأطفال وبريق الأمل في عيونهم، وهم يشاركون في فعاليات متنوعة صُممت خصيصًا للتعبير عن ذواتهم وكسر الصور النمطية المرتبطة بالإعاقة.

تخللت المعرض مجموعة من العروض الفنية والتربوية، كان أبرزها عرض فيلم قصير تناول قضايا الطفولة والإعاقة، مسلطًا الضوء على التحديات اليومية التي يواجهها الأطفال في وضعية إعاقة وأسرهم. وقد لقي الفيلم تفاعلًا كبيرًا من الحضور لما حمله من صدق وتجسيد واقعي لمشاعر دفينة.
عقب الفيلم، تم تقديم مسرحية تربوية مؤثرة، أداها أطفال من ذوي طيف التوحد ببراعة لافتة. عكست المسرحية واقعهم من زاوية إنسانية، ناقشت عبرها الصعوبات التي تعترض حياتهم اليومية، كما وجّهت رسالة قوية حول أهمية الدعم الأسري والمجتمعي في تحقيق اندماج فعلي وفعّال لهؤلاء الأطفال.

المعرض لم يكن مجرد نشاط فني، بل كان منصة لتمكين الأطفال ذوي الإعاقة من التعبير عن قدراتهم، وأداة لتكريس قيم الاندماج والمواطنة. عبر أنشطة فنية نابعة من تجاربهم الشخصية، وجّه الأطفال رسائل صامتة لكنها بليغة، تذكر المجتمع بأن الإعاقة ليست عائقًا بل اختلاف يحتاج إلى فهم ودعم.

يأتي هذا المعرض كمبادرة رائدة تعكس التحول الإيجابي في مقاربة قضايا الطفولة والإعاقة، وتؤكد على أهمية منح هؤلاء الأطفال فضاءً خاصًا يعبرون فيه عن أنفسهم دون قيود. فبين لحظات الضحك والتأمل، بين العروض والحوارات، تبلورت رؤية واضحة لمستقبل أكثر شمولًا، لا يُقصي أحدًا، بل يفتح أبوابه للجميع، على اختلاف قدراتهم.
