أداء الفرق الإفريقية في كأس العالم للأندية 2025 – أفريقيا قادرة… إن أُحسن الاستعداد.

المتابعة : عادل الرحموني

في النسخة الموسعة الأولى من كأس العالم للأندية التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 32 فريقًا، شاركت أربعة أندية إفريقية مثّلت القارة السمراء، لكنها جميعًا ودّعت المنافسات من دور المجموعات. ورغم الإقصاء الجماعي، حملت المشاركة العديد من المؤشرات الإيجابية والتحديات التي تستوجب الوقوف عندها.

فيما يلي قراءة مفصلة لأداء كل فريق:

 ماميلودي ساندونز (4 نقاط – 4 أهداف)

استهل الفريق الجنوب إفريقي مشواره بفوز تاريخي على أولسان هيونداي الكوري الجنوبي (1-0)، ليحقق أول انتصار لفريق إفريقي في البطولة. في مباراته الثانية، قدّم عرضًا قويًا أمام بوروسيا دورتموند، وتقدم مرتين في النتيجة قبل أن يخسر بصعوبة (4-3). أنهى مشواره بتعادل سلبي أمام فلامينغو، لكن إهدار الفرص وغياب الحسم حرمه من العبور إلى الدور التالي.

وقد أظهر ساندونز قدرة كبيرة على مجاراة كبار الفرق عالميًا، بفضل تنظيمه التكتيكي وسرعة الانتقال من الدفاع للهجوم، إلا أن مشكلاته في اللمسة الأخيرة وإدارة التبديلات كانت حاسمة في خروجه المبكر.

 الترجي الرياضي التونسي (3 نقاط – هدف واحد)

تلقى خسارتين متتاليتين أمام فلامينغو (0-2) وتشيلسي (0-3). اختتم مبارياته بانتصار مهم أمام لوس أنجلوس إف سي (1-0) بفضل هدف يوسف بلايلي، وتألق الحارس في التصدي لركلة جزاء حاسمة.

ورغم البداية الضعيفة، أظهر الترجي شخصية قوية في المباراة الأخيرة. ومع ذلك، فإن غياب النجاعة الهجومية وافتقاده للثبات التكتيكي أمام الفرق الكبرى أثرا سلبًا على مشواره.

 الأهلي المصري (2 نقطتان – 4 أهداف)

بدأ مشواره بتعادل سلبي أمام إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي. وانهزم أمام بالميراس بورتو (2-0) في أداء مقنع، قبل أن يتعادل بورتو في مباراة دراماتيكية انتهت (4-4)، وكانت كفيلة بإقصائه رغم تفوقه في معظم فتراتها.

وقدّم الأهلي أداءً تنافسيًا مميزًا خاصة من الناحية الهجومية، لكنه عانى من مشاكل في التمركز الدفاعي وتكرار الأخطاء الفردية في اللحظات الحاسمة، ما أضاع عليه فرصة التأهل.

 الوداد الرياضي (0 نقطة – هدفان)

خسر مبارياته الثلاث أمام مانشستر سيتي (0-2)، يوفنتوس (1-4)، والعين الإماراتي (1-2) في مواجهة عربية خالصة.

ورغم صعوبة المجموعة، أظهر الوداد روحًا قتالية في مواجهاته، لكنه اصطدم بفوارق كبيرة على مستوى الإعداد، العمق الفني، والجاهزية البدنية، ما جعله يكتفي بأداء مشرف دون نتائج.

وقد أبرزت البطولة أن الفرق الإفريقية ليست بعيدة عن مستوى المنافسة العالمية، خاصة من خلال ما قدمه ماميلودي ساندونز والأهلي من مستويات قوية أمام فرق ذات وزن ثقيل.

ولا تزال هناك فجوة واضحة في الجاهزية الذهنية، وتسيير المباريات تحت الضغط، إلى جانب غياب البدائل الفعالة. تمثل هذه المشاركة خطوة هامة في مسار التطور، لكنها في الوقت ذاته تكشف الحاجة إلى استقرار فني، تحضير طويل المدى، ودعم مؤسساتي قوي لضمان نجاح مستقبلي.

ورغم الإقصاء، فإن مشاركة الفرق الإفريقية في هذه النسخة من كأس العالم للأندية أكدت أن القارة تمتلك الإمكانات، لكن ينقصها التمكين الفني والبنية الاحترافية. هي مشاركة تُحسب أكثر من كونها تُنسى، وقد تكون حجر الأساس لانطلاقة جديدة نحو منصات التتويج العالمية.