تقرير : عادل الرحموني

لم يكن في حسبانه أن يرتدي قميص نادٍ جديد في هذه النسخة من كأس العالم للأندية، بل كان كل ما يطمح إليه هو دعم ومساندة فريق الوداد البيضاوي في مونديال الأندية. لكن الكرة لا تكفّ عن مفاجأتنا، وعبدالرزاق حمدالله هو أحدث دليل على أن “النية الطيبة لا تضيع”.
الهداف التاريخي للدوري السعودي، والذي دوّن اسمه بأحرف من ذهب في ملاعب المملكة العربية السعودية، كان على أعتاب خطوة عاطفية نادرة في عالم الاحتراف: عرض اللعب للوداد دون مقابل مادي، فقط ليشارك في حلم مونديال الأندية. لكن ناديه (الشباب السعودي) رفض الفكرة، لأسباب تعاقدية وتنظيمية.
ورغم الرفض، لم يتخلَ حمدالله عن وعده، وقرر السفر إلى الولايات المتحدة لحضور البطولة ومساندة الوداد من المدرجات. إلا أن الأقدار كانت تُرتب له مسارًا مختلفًا.
تزامن وجود حمدالله في أمريكا مع حاجة الهلال السعودي لتدعيم خط الهجوم قبل مباراة الدور ربع النهائي في كأس العالم للأندية. وفي خطوة مفاجئة وسريعة، قرر “الزعيم” ضم حمدالله إلى صفوفه على سبيل الإعارة القصيرة، ليُشارك رسميًا في البطولة بدلًا من الاكتفاء بدور المشجّع.
وهكذا، تحوّل حلم الدعم المعنوي إلى فرصة لعب جديدة، على أعلى مستوى، في منافسة عالمية تحت أنظار الجماهير ووسائل الإعلام.

ما يزيد القصة رمزية، أن عبدالرزاق حمدالله سيرافق مواطنه وزميله في المنتخب المغربي ياسين بونو، حارس مرمى الهلال، في حملة الفريق الأزرق بمونديال الأندية. ويأمل النجمان المغربيان أن يُعيدا كتابة التاريخ، هذه المرة على مستوى الأندية، مستلهمين من إنجاز “أسود الأطلس” التاريخي في مونديال قطر 2022، حين بلغ المنتخب المغربي المربع الذهبي كأول فريق عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
قصة عبدالرزاق حمدالله ليست مجرد انتقال رياضي، بل هي رسالة إنسانية عن الوفاء والنية الخالصة. فقد دخل الأراضي الأمريكية بنية التشجيع والدعم، وخرج منها كلاعب مشارك في كأس العالم للأندية بقميص واحد من أكبر أندية القارة الآسيوية.
