مفارقات 2025… عام الألقاب الأولى: الأهلي جدة، باريس سان جيرمان، وبيراميدز يصعدون منصة المجد القاري

بقلم : عادل الرحموني

سيسجّل التاريخ الكروي سنة 2025 كأحد أكثر الأعوام درامية وتشويقًا في مشهد كرة القدم العالمية، ليس فقط بسبب المفاجآت، بل لأنها كانت سنة الإنجاز الأول لثلاثة أندية من ثلاث قارات مختلفة… ثلاث قصص، بثلاث لهجات، توّجت جميعها بأهم لقب قاري في مشوار كل نادٍ.

 الأهلي السعودي – التاج الآسيوي المنتظر

بعد عقود من المحاولات والخيبات، خطّ فريق الأهلي جدة اسمه أخيرًا في سجل الأبطال بفوزه التاريخي بلقب دوري أبطال آسيا 2025.

النادي، الذي لطالما كان من كبار الكرة السعودية دون أن يحقق الحلم الآسيوي، نجح هذا الموسم في كسر النحس. بفضل مشروع رياضي قوي، تدعيمات وازنة، ومدرب ذكي يعرف كيف يدير المباريات الحاسمة، حقق الأهلي المجد القاري، مؤكدًا أن استثمارات الكرة السعودية بدأت تعطي ثمارها على مستوى النتائج والهيبة.

 باريس سان جيرمان – الحلم المؤجل الذي تحقق

بعد سنوات من الإنفاق الضخم، النجوم اللامعة، والخيبات الأوروبية، نجح أخيرًا باريس سان جيرمان في رفع دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، واضعًا حدًا لنكتة “مشروع بلا تتويج”.

الفريق الفرنسي، الذي عانى من إخفاقات متكررة في الأدوار الإقصائية رغم امتلاكه أسماء عالمية، بدا هذا الموسم أكثر تماسكًا، ناضجًا، ومؤمنًا بقدراته. الفوز جاء عن جدارة، ليتحول “الحلم الباريسي” إلى واقع ملموس، ويُعيد الهيبة للكرة الفرنسية على الساحة الأوروبية.

 بيراميدز – الصعود من الظل إلى القمة الأفريقية

من نادٍ حديث العهد بالبطولات إلى زعيم جديد في القارة السمراء، كتب بيراميدز المصري أول سطر في تاريخه القاري بتحقيق دوري أبطال أفريقيا 2025.

الفريق الذي وُلد من رحم مشروع استثماري حديث، وتعرّض كثيرًا للنقد والاستهانة، أظهر هذا الموسم شخصية البطل. بيراميدز، الذي تغلب على كبار القارة، أنهى الهيمنة المعتادة لأندية شمال أفريقيا التقليدية، وفرض نفسه كقوة جديدة لا يستهان بها في الساحة الأفريقية.

ثلاث قارات… وثلاثة أبطال… ولقب أول لكل منهم

قد لا تتكرر مثل هذه المفارقة كثيرًا في التاريخ: فريق سعودي يتوّج آسيويًا لأول مرة. عملاق فرنسي يحقق أخيرًا الحلم الأوروبي بعد سنوات من الإنفاق. مشروع مصري حديث يعتلي عرش أفريقيا.

2025 لم تكن مجرد سنة رياضية… بل كانت سنة إثبات الذات، تصحيح المسار، وصناعة التاريخ.

وإن دلّت هذه التتويجات على شيء، فإنما تدل على أن الطموح، حين يُصاحبه تخطيط ذكي وصبر، لا بد أن يُتوّج بالنجاح… ولو بعد حين.