الأربعاء ,16 يوليوز 2025
آخر الأخبار

دور اللاعبين المغاربة في أوروبا في النهضة الكروية المغربية

المتابعة : عادل الرحموني

يشهد المغرب نهضة كروية غير مسبوقة، يقودها جيل ذهبي من اللاعبين المغاربة الذين يتألقون في أقوى الدوريات الأوروبية، هؤلاء اللاعبون، سواء المولودون في المغرب أو من أبناء الجالية، لم يكتفوا بالتألق مع أنديتهم، بل أصبحوا العمود الفقري للمنتخب الوطني المغربي، مساهمين بشكل حاسم في إنجازات تاريخية مثل الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 فيفا قطر، في هذا المقال، نستعرض دور اللاعبين المغاربة في أوروبا، مدعومين بالأرقام والإحصائيات، لنبرز كيف أصبحوا رافعة أساسية للكرة المغربية.

يتواجد اللاعبون المغاربة اليوم في أعرق الأندية الأوروبية، حيث يمثلون المغرب في الدوريات الخمسة الكبرى (إسبانيا، إنجلترا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا) ووفقًا لإحصائيات عام 2025، ينشط أكثر من 30 لاعبًا مغربيًا في هذه الدوريات، مع أسماء بارزة مثل :

– أشرف حكيمي (لاعب فريق باريس سان جيرمان بالدوري الفرنسي) : يُعتبر أفضل ظهير أيمن في العالم، حيث ساهم في موسم 2024-2025 بـ5 أهداف و7 تمريرات حاسمة في 20 مباراة بالدوري الفرنسي حتى منتصف الموسم.

– إبراهيم دياز (لاعب فريق ريال مدريد بالدوري الإسباني) : خاض إبراهيم دياز هذا الموسم 48 مباراة مع ريال مدريد في مختلف المسابقات، سجل خلالها 15 هدف وقدم 7 تمريرات حاسمة

– نصير مزراوي (لاعب فريق مانشستر يونايتد بالدوري الأنجليزي) : أصبح أحد أعمدة فريق مانشستر ، سواء في الدوري أو الدوري الاوروبي بتمريرات حاسمة هذا الموسم.

– سفيان أمرابط (لاعب فريق فنربخشة بالدوري التركي، بعد تجربة في فريق مانشستر يونايتد الانجليزي) : قدم أداءً قويًا في خط الوسط، مع نسبة دقة تمرير تصل إلى 88% في الدوري التركي.

– بلال الخنوس (لاعب ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي) : النجم الصاعد الذي فاز بجائزة أفضل لاعب إفريقي شاب عام 2023، وسجل 4 أهداف في أول موسم له بالبريميرليغ. إضافة إلى ذلك، يتألق لاعبون آخرون مثل يوسف النصيري (لاعب فريق فنربخشة بالدوري التركي)، وإسماعيل صيباري (لاعب فريق آيندهوفن الهولندي)، في دوريات تنافسية، مما يعكس العمق الكبير للمواهب المغربية.

وكان للاعبين المغاربة في أوروبا دور حاسم في الإنجازات الدولية للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في كأس العالم 2022 فيفا قطر، حيث شكّل اللاعبون المولودون أو المحترفون في أوروبا 14 لاعبًا من أصل 26 في القائمة النهائية، بنسبة 54%، هؤلاء اللاعبون، بقيادة أشرف حكيمي ونصير مزراوي، قدموا أداءً استثنائيًا، حيث ساهموا في تحقيق 4 انتصارات وتعادل واحد وخسارتين من أصل 7 مباريات، بما في ذلك الفوز على منتخبات عالمية مثل بلجيكا، إسبانيا، والبرتغال.

إحصائيًا : سجل اللاعبون المحترفون في أوروبا 6 أهداف من أصل 7 أهداف مغربية في مونديال 2022 فيفا قطر، مع تمريرات حاسمة من لاعبين مثل حكيم زياش وأشرف حكيمي، كما أن خبرتهم في الأجواء التنافسية للدوريات الأوروبية ساهمت في بناء عقلية قوية للمنتخب الوطني المغربي، مكّنته من مواجهة الضغط في المباريات الكبرى.

اللاعبون المغاربة المولودون في أوروبا، مثل اشرف حكيمي (مولود في مدريد الاسبانية)، نصير مزراوي (مولود بهولندا)، وحكيم زياش (مولود بهولندا)، يمثلون جسرًا ثقافيًا ورياضيًا بين المغرب وأوروبا، هؤلاء اللاعبون، الذين نشأوا في بيئات رياضية متقدمة، استفادوا من أكاديميات أوروبية مرموقة مثل أياكس وبرشلونة، لكنهم اختاروا تمثيل المغرب بدافع الانتماء الوطني، هذا الاختيار عزز من قوة المنتخب الوطني المغربي، حيث تجمع التشكيلة بين الاحترافية الأوروبية والروح القتالية المغربية.
وفقًا لتقرير صادر عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عام 2024، فإن 70% من لاعبي المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم الأول ينشطون في أوروبا، وهي نسبة تعكس الدور المتنامي للجالية، هذا الدمج الناجح بين المحترفين في الخارج والمواهب المحلية، مثل ياسين بونو (حارس مرمى فريق الهلال السعودي) وعز الدين أوناحي (لاعب فريق أولمبيك مارسيليا الفرنسي)، خلق فريقًا متوازنًا يجمع بين الخبرة والشباب.

تألق اللاعبين المغاربة في أوروبا لم يقتصر على الملاعب، بل امتد إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، على سبيل الذكر صفقات انتقال لاعبين مثل أشرف حكيمي (من فريق إنتر ميلان الايطالي إلى فريق باريس سان جيرمان الفرنسي بـ60 مليون يورو) ونصير مزراوي (من فريق أياكس الهولندي إلى فريق بايرن ميونيخ الألماني مجانًا) رفعت القيمة السوقية للاعبين المغاربة، وفقًا لموقع “ترانسفير ماركت”، تجاوزت القيمة السوقية الإجمالية للاعبي المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم 350 مليون يورو في سنة 2025، وهي الأعلى بين المنتخبات الإفريقية.
اجتماعيًا: أصبح هؤلاء اللاعبون قدوة للشباب المغربي، سواء في المغرب أو ضمن الجالية في أوروبا، فنجاحات أشرف حكيمي وحكيم زياش شجعت العديد من الشباب على الالتحاق بأكاديميات كرة القدم، بينما ساهمت شعبيتهم في تعزيز صورة المغرب عالميًا كدولة منتجة للمواهب.

رغم هذا التألق، تواجه الكرة المغربية تحديات، أبرزها ضمان استمرارية إنتاج المواهب، الاعتماد الكبير على اللاعبين المولودين في أوروبا قد يحد من تطوير المواهب في الدوري المحلي، الذي لا يزال يعاني من نقص في البنية التحتية مقارنة بالدوريات الأوروبية، كما أن ضغط الأداء في الأندية الأوروبية قد يؤثر على أداء اللاعبين مع المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في الاستحقاقات الكبرى مثل كأس إفريقيا للأمم بالمغرب 2025 وكأس العالم 2030 فيفا المغرب – إسبانيا – البرتغال.

اللاعبون المغاربة في أوروبا هم اليوم وجه الكرة المغربية المشرق، وقلب النهضة الكروية التي يعيشها المغرب بأرقامهم المميزة، أدائهم الاستثنائي، وانتمائهم الوطني، أثبتوا أن المغرب ليس مجرد مصدر للمواهب، بل قوة كروية عالمية، ومع استضافة المغرب لكأس إفريقيا للامم 2025 وكأس العالم 2030، سيظل هؤلاء النجوم “أسود الأطلس” الذين يزأرون في ملاعب أوروبا، حاملين راية الفخر المغربي عاليًا.

شاهد هنا أيضا

مساعي حميدة من فوزي لقجع لإطفاء نيران محيطة بالمنتخب قبل الكان الافريقي بالمغرب ولقاء حاسم في الأفق بمركب محمد السادس

قبل ستة أشهر فقط من انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستحتضنها المملكة المغربية بداية من 21 دجنبر 2025 الى غاية 18 يناير 2026 ، تكثف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جهودها لاحتواء أجواء التوتر التي تسود داخل أروقة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم ، وذلك في محاولة لإعادة الانسجام إلى منظومة “أسود الأطلس” وتأمين الظروف المثلى لتحضيرات المنتخب لهذا الموعد الكروي القاري البارز.