الأردن يصنع التاريخ ويتأهل إلى كأس العالم 2026 بقيادة المغربي جمال السلامي

بقلم: عادل الرحموني

في إنجاز تاريخي غير مسبوق، حجز المنتخب الأردني لكرة القدم “النشامى” مقعده في نهائيات كأس العالم 2026، بعد مشوار طويل من العمل والتحدي، قاده هذه المرة المدرب المغربي جمال السلامي، الذي أكمل ما بدأه مواطنه الحسين عموتة، واضعًا اسم الأردن على خارطة الكرة العالمية لأول مرة في تاريخه.

ورغم أن التأهل جاء تحت إشراف السلامي، فإن القصة بدأت قبل ذلك، حين تولى الحسين عموتة تدريب المنتخب الأردني وقاده إلى نهائي كأس آسيا، حيث زرع الثقة وخلق نواة منتخب تنافسي قوي، كان في أمسّ الحاجة فقط إلى من يواصل البناء. ومع قدوم السلامي، كان التحدي واضحًا: قيادة الأردن إلى كأس العالم، وهو حلم طال انتظاره.

ما قام به جمال السلامي ليس بالغريب عن مسيرته. ففي عام 2011، تولى تدريب الفتح الرياضي خلفًا لعموتة كذلك، وأكمل ما بدأه مواطنه، حتى صار الفريق قريبًا من التتويج بالدوري المغربي في أول موسم له، ووضع أسسًا متينة استفاد منها لاحقًا المدرب وليد الركراكي.

اليوم، يعيد التاريخ نفسه، ولكن على مستوى أعلى. السلامي قاد النشامى إلى ما لم يصلوا إليه من قبل، ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في ذاكرة الكرة الأردنية. لقد واصل ما بدأه عموتة، وأضاف عليه من اجتهاده وصبره وإيمانه، ليصنع معجزة أردنية حقيقية.

هذه القصة تتجاوز كرة القدم، إنها درس في الإخلاص، وفي نُبل أن تكمل عمل من سبقك، وأن تعترف بالجميل، وتضع مصلحة الفريق فوق كل شيء. إنها حكاية عن تعاون أبناء الوطن العربي، وعن النتائج الباهرة التي تتحقق حين تتضافر الجهود وتصفو النوايا.

مبروك لجمال السلامي، ومبروك للأردنيين جميعًا. مونديال 2026 سيكون مختلفًا هذه المرة، لأن النشامى قادمون إلى الأراضي الأمريكية وبقيادة مغربية.